229

السلوک لمعرفه دول الملوک

السلوك لمعرفة دول الملوك

ایډیټر

محمد عبد القادر عطا

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

د خپرونکي ځای

لبنان/ بيروت

ونادى لِسَان الْكَوْن فِي الأَرْض رَافعا عقيرته فِي الْخَافِقين ومنشدا أعباد عِيسَى إِن عِيسَى وَحزبه ومُوسَى جَمِيعًا ينصران مُحَمَّدًا وَيُقَال إِن هَذَا الْمجْلس كَانَ بالمنصورة وَلما اسْتَقر الْملك الْكَامِل على تخت ملكه سَارَتْ الْمُلُوك إِلَى ممالكها وعمت بِشَارَة أَخذ الْمُسلمين دمياط أَفَاق الأَرْض فَإِن التتار كَانُوا قد دمروا ممالك الشرق وكادت مصر مَعَ الشَّام يستأصل شأفة أَهلهَا الفرنج حَتَّى من الله بجميل صنعه وخفي لطفه وَنصر عباده الْمُؤمنِينَ وأيدهم بجنده بَعْدَمَا ابتلى الْمُؤْمِنُونَ وزلزلوا زلزالًا شَدِيدا وقدمت على الْملك الْكَامِل تهاني الشُّعَرَاء بهَا الْفَتْح فَكَانَ أَوَّلهمْ إرْسَالًا شرف الدّين بن عنين بكلمته الَّتِي أَولهَا: سلوا صهوات الْخَيل يَوْم الوغى عَنَّا إِذا جهلت آيَاتنَا والقنا اللدنا غَدَاة الْتَقَيْنَا دون دمياط جحفلًا من الرّوم لَا يُحْصى يَقِينا وَلَا ظنا قد اجْتَمعُوا رَأيا ودينًا وهمة وعزمًا وَإِن كَانُوا قد اخْتلفُوا سنا وأطمعهم فِينَا غرور فأرقلوا إِلَيْنَا سرَاعًا بِالْجِهَادِ وأرقلنا فَمَا بَرحت سمر الرماح تنوشهم بأطرافها حَتَّى استجاروا بِنَا منا سقيناهم كأسًا نفت عَنْهُم الْكرَى وَكَيف ينَام اللَّيْل من عدم الأمنا لقد صَبَرُوا صبرا جميلًا ودافعوا طَويلا فَمَا أجدى دفاع وَلَا أغْنى بِمَا الْمَوْت من زرق الأسنة أحمرا فَألْقوا بِأَيْدِيهِم إِلَيْنَا فأحسنا وَمَا برح الْإِحْسَان منا سجية نورثها من صيد آبَائِنَا الإبنا وَقد جربونا قبلهَا فِي وقائع تعلم غمر الْقَوْم منا بهَا الطعنا أسود وغى لَوْلَا وقائع سمرنا لما لبسوا فِيمَا وَلَا سكنوا سجنا وَكم يَوْم حر مَا وقينا هجيره وَكم يَوْم قر مَا طلبنا لَهُ كُنَّا فَإِن نعيم الْملك فِي وَسطه الشقا ينَال وحلو الْعَيْش من مره يجنى يسير بِنَا من آل أَيُّوب ماجد أبي عزمه أَن يسْتَقرّ بِنَا مغنى كريم الثنا عَار عَن الْعَار باسل جميل الْمحيا كَامِل الْحسن وَالْحُسْنَى منحناهم منا حَيَاة جَدِيدَة فعاشوا بأعناق مقلدة منا وَلَو ملكونا لاستباحوا دمائنا ولوغا وَلَكنَّا ملكنا فأسجحنا

1 / 330