164

السلوک لمعرفه دول الملوک

السلوك لمعرفة دول الملوك

ایډیټر

محمد عبد القادر عطا

خپرندوی

دار الكتب العلمية

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

د خپرونکي ځای

لبنان/ بيروت

أشده فَرَأَيْت العصبيات بَاقِيَة والفتن غير زائلة فَلم آمن أَن يطْرَأ على مَا طَرَأَ على الْملك الْأَفْضَل وَلَا آمن أَن يجْتَمع جمَاعَة وَيطْلبُونَ إِقَامَة إِنْسَان آخر وَمَا يعلم مَا يكون عَاقِبَة ذَلِك والرأي أَن يمْضِي هَذَا الصَّبِي إِلَى الْكتاب وأقيم لَهُ من يؤدبه ويعلمه فَإِذا تأهل وَبلغ أشده نظرت فِي أمره وَقمت بمصالحه. هَذَا والأسدية كلهم مَعَ الْعَادِل على هَذَا الرَّأْي فَلم يجد من عداهم بدا من مُوَافَقَته فَحَلَفُوا لَهُ وخلعوا الْمَنْصُور فِي يَوْم الْخَمِيس وخطب للعادل من الْغَد يَوْم الْجُمُعَة حادي عشرى شَوَّال فَكَانَت سلطنة الْمَنْصُور سنة وَاحِدَة وَثَمَانِية أشهر وَعشْرين يَوْمًا. السُّلْطَان سيف الدّين أَبُو بكر بن أَيُّوب السُّلْطَان الْملك الْعَادِل سيف الدّين أَبُو بكر بن أَيُّوب وَلما حلف لَهُ الْأُمَرَاء استولى على سلطنة مصر فِي حادي عشرى شَوَّال وخطب لَهُ بديار مصر وَأَرْض الشَّام وحران والرها وميافارقن واستحلف النلس بِهَذِهِ الْبِلَاد وَضربت السِّكَّة باسمه واستدعى الْعَادِل ابْنه الْملك الْكَامِل نَاصِر الدّين مُحَمَّدًا فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي يَوْم الْخَمِيس لثمان بَقينَ من رَمَضَان ونصبه نَائِبا عَنهُ بديار مصر وَجعل الْأَعْمَال الشرقية إقطاعه كَمَا كَانَت إقطاعًا للعادل فِي أَيَّام السُّلْطَان صَلَاح الدّين وَجعله ولي عَهده وَحلف لَهُ الْأُمَرَاء. وفيهَا أُقِيمَت الْخطْبَة للعادل بحماة وحلب وَضربت السِّكَّة باسمه. وفيهَا توقفت زِيَادَة النّيل فَلم يجر إِلَّا ثَلَاثَة عشر ذِرَاعا تنقص ثَلَاثَة أَصَابِع وشرق مُعظم أَرض مصر فارتفعت الأسعار. وفيهَا استناب الْعَادِل بِدِمَشْق ابْنه الْملك الْمُعظم شرف الدّين عِيسَى واستناب بِبِلَاد الشرق ابْنه الْملك الفائز وَأقر بحلب ابْن أَخِيه الْملك الظَّاهِر غَازِي بن صَلَاح الدّين وبحماة الْملك الْمَنْصُور بن تَقِيّ الدّين عمر.

1 / 265