واعلم أن الله تعالى خلق بدن الإنسان بحكمة وإنقان إذ كان تبارك وتعالى تام الحكمة، كامل القدرة ، وكان من الحكمة والإتقان أن لا تكون أفعال الإنسان كلها بعضو واحد من أعضاء بدنه ،بل بأعضاء معلودة لعلا ينال ذلك العضو آفة فتبطل أفعال جميع البدن ببطلانه ، لكنه خلق بدن الإنسان وركبه من أعضاء كثيرة وجعل لكل منها قوة تخصه ، وجعل الأفعال الجليلة والقوى العظيمة التي هى الأصول والينابيع في ثلاثة أعضاء :
(الدماغ)
ولا يخلو يجملته أن يكون : - معتدل المزاج : فتحصل له الحكمة ، فإن استعملها ، فهر المؤيد بالتوفيق . - أو خارجا إما إلى : 1 - الحرارة : فتميل أفعاله إلى الطيش والتهور . 2 - أر البرودة : فتميل أفعاله إلى الثقل و الإبطاء .
(القلب)
ولا يخلو بجملته أن يكون : - معتدل المزاج : فتحصل له الشجاعة المعتدلة ولا يحرد في غير موضعه . - أو خارجا إما إلى: 1 - الحرارة : فتحدث الجرأة و القحة و الغضب له . 2 - أو البرودة : فتحدث مهانة النفس والكسل .
(الكبد)
ولا يخلو بجملته أن يكون : - معتدل المزاج : فيحصل له فضل العفة والقناعة والقصد في الأمور . - أو خارجا ما إلى : 1 - الحرارة : فيحدث له الشره والنهم والمبالغة فيهما . 2 - أو البرودة : فيحدث له الكلال وضعف الشهوة .
مخ ۶۵