الواجب على كل إنسان الابتداء به : هو أن يعلم ويعتقد : أن لهذا العالم وأجزائه صانعا ، بأن يتأمل الموجودات كلها ، هل لكل واحد منها سبب 7 وعلة ، أم لا ؟ فإله يجد عند الاستقراء لكل واحد منها سببا وعلة عنه وجد ، ثم ينظر إلى تلك الأسباب القريية من الموجودات هل لها أسباب ، أم لا ؟ فإنه يجد لها أسبابا . تم يتأمل وينظر هل الأسباب ذاهبة إلى ما لا نهاية له ؟ أم هى واقفة عند نهاية ؟ أم بعض الموجودات أسباب للبعض على سبيل اللور ؟ فإنه يجد القول بأنها ذاهبة إلى غير نهاية محالا ، ويجد القول بان بعضها سبب للبعض على الدور محالا أيضا لأنه يلزم أن يكون الشىء سببا لنفسه فتبقى الأسباب متناهية ، وأقلك ما يتناهى إليه الكثير هو الواحد ، فسبب الأسباب موجود ، وهو واحد ، والعبارة عنه بما وجد السبيل إليه من الألفاظ والأوصاف ، فلما أراد العبارة والوصف له ، علم أنه لايلحق شيء من جميع الأوصاف التي شاهدها ، وعلمها لتفرده بذاته ، ولأنه منزه عن كل ما أحسة وعرفه ، ولم يجد طريقا أحسن من أن ينظر في الموجودات التى لديه ، فإذا تأملها وجلها صنفين : فاضل وخسيس ووجد الأليق بسبب الأسباب ، وموجدها الواحيد الحقم أن يطلق عليه أفضلهما مثل : أنه رأى المرجود والمعدرم، اوعلم أن الموجود أفضل من المعلوم فأطلق القول عليه : بأنه موجود ، ورأى الحي وغير الحي، وعلم أن الحي أفضل ، فأطلق عليه القول : بأنه حي ، ورأى العليم وغير العليم ، افأضاف إليه العلم ، وكذلك جميع الأوصاف ، والواجب عليه إذا أراد صفته تعالى أن يخطر بباله أنه منره عن أن يشبه تلك الصفة ، بل وأفضل منها ، وأشرف وأعلى ، لأنه سبب وجرد كل صفة ، تم إذا تأمل أجزاء العالم كلها ، ورجد أفضلها ما هو ذو نفس ، وتحد أفضل ذوي الأنفس الذي له الاختيار ، والإرادة ، والحركة عن ررية، وأفضل ذوي الإرادة والحركة عن روية الذي له النظر البليغ في العواقب ، وهو الإنسان الفاضل .
وأن يعلم أن الطبيعة لا تفعل شيئا عبثا ، ولا باطلا ، فكيف مبد غ الطبيعلة وموجدها ، والباري تعالى حيث وهب الاختيار والروية و الفكر للبرية ، لم يكن ليههل أمرها ، و كان من عدله أن ينهج لها نهجا تسلكه . وظاهر أن في الناس وعقولهم وقوى
مخ ۳۷