السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پوهندوی
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
د ایډیشن شمېره
الثانية
أَصْحَاب الإِمَام يحيى إِذْ النَّاظر إِذا نظر فِي أهل الطَّبَقَة رَآهُمْ كَمَا قَالَ ابْن اللبان لَيْسَ فِي الأَرْض فَرضِي إِلَّا من أَصْحَابِي وَأَصْحَاب أَصْحَابِي وَلَا يعرف شَيْئا كَذَلِك لم يكن فِي الطَّبَقَة وَمن بعْدهَا فَقِيه إِلَّا من أَصْحَابه وَأَصْحَاب أَصْحَابه أَو من يتَّصل بهم بالسند أَو لَا يعرف شَيْئا وَلما كَانَ كَذَلِك مَعَ كَونهم كَانُوا هم الْأَعْيَان فِي الْمُفْتِينَ والمدرسين والصدور فِي كل الْوَقْت والحين وَبَدَأَ ابْن سَمُرَة بهم فِي الطَّبَقَة هَذِه وَقَالَ معنى كَلَام ابْن اللبان فيهم فَيَنْبَغِي الْبِدَايَة مِنْهُم بأكثرهم شهرة وَهُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُوسَى بن الْحُسَيْن بن أسعد بن عبد الله يجْتَمع مَعَ شَيْخه فِي أسعد بن عبد الله وَبَقِيَّة نسبهما قد مضى ولد سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ أول من لزم مجْلِس الإِمَام يحيى ودرس عَلَيْهِ وَكَانَ ابتداؤه للْقِرَاءَة فِي سنة سبع عشرَة وَخَمْسمِائة وَقد أَخذ عَن عمر بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ فَقِيها محققا مدققا عَارِفًا بفنون شَتَّى مِنْهَا الْفِقْه والنحو واللغة والْحَدِيث والأصولين والفرائض والحساب والدور وَكَانَ الشَّيْخ يحيى يثني عَلَيْهِ بجودة الْفِقْه وَنَقله وَيَقُول ذاكرت الْفَقِيه مُحَمَّد بن مُوسَى فِي الْجُزْء الأول وَأكْثر الثَّانِي من الْبَيَان غيبا فَوَجَدته حَافِظًا متقنا وَكَانَ نظيف الْفِقْه زاهدا عفيفا حسن الْأَخْلَاق متنزها عَن الشقاق مُلْتَزما سلوك عبَادَة الخلاق رَأس ودرس أَيَّام شَيْخه الإِمَام يحيى وَبِه تفقه جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم ابناه حسان وَأحمد وَعلي بن هَارُون البرعي وَعبد الله بن أَحْمد الْجَعْدِي وأسعد بن مُحَمَّد المري وَمُحَمّد بن أبي بكر بن مفلت من آنامر وَعمر بن سَمُرَة هَؤُلَاءِ الَّذين تفقهوا بِهِ تفقها جيدا وَعرفُوا بِصُحْبَتِهِ واعترفوا بِالِانْتِفَاعِ بِهِ وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ أسعد بن مُحَمَّد من أروس بجبل الصلو
وَعبد الله بن عُثْمَان بن رَحِيم وَمُحَمّد بن يُوسُف وَابْنه أَبُو حَامِد من دمت وَلم يكن لأحد من فُقَهَاء الذُّرِّيَّة الْمُتَّصِلَة بالفقه من عصره إِلَى عصرنا مثله إِلَى وَقت وجودهم وَمِنْهُم قُضَاة الْجند وَالسَّلَف
وَذكر ابْن سَمُرَة مِنْهُم ابْنه أَحْمد وَقَالَ هُوَ القَاضِي فِي الْجند يَعْنِي فِي عصره وَله ابْن ثَالِث اسْمه مَنْصُور تأهل فِي أعروق الظفر وَمَات هُنَالك وَلَعَلَّ يَأْتِي من ذكره وَذكر أخوته مَا لَاق وَلم يكد يَنْقَطِع الْقَضَاء مِنْهُم إِلَّا فِي رَمَضَان سنة تسع وَتِسْعين وسِتمِائَة ببني مُحَمَّد بن عمر يَأْتِي بَيَان ذَلِك فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله وَكَانَت وَفَاة الْفَقِيه
1 / 336