السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پوهندوی
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
د ایډیشن شمېره
الثانية
وَأما شُيُوخه بِالْيمن فأولهم أسعد بن الْهَيْثَم وَخير بن يحيى المشيرقيان وَقد مضى بَيَان ذَلِك والصردفي بقرية سير وَأَبُو بكر بن جَعْفَر الظرافي وَيَعْقُوب بن أَحْمد البعداني وَفِي اللُّغَة عِيسَى بن إِبْرَاهِيم الربعِي ومقبل بن مُحَمَّد بن زُهَيْر وَإِسْمَاعِيل بن المبلول من ذِي أشرق ودمنتها وَأخذ عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عباد النَّحْو وَأخذ اللُّغَة عَن الربعِي مؤلف النظام وَكَانَ جوالا فِي أنحاء الْيمن وَلذَلِك كثر علمه واتسع فَضله وجمعت خزانته من كتب الْعلم مَا يزِيد على خَمْسمِائَة كتاب وَكَانَ ورده كل لَيْلَة بِصَلَاتِهِ سبع الْقُرْآن وَله كتاب فِي الْفِقْه سَمَّاهُ التَّهْذِيب نقل عَنهُ شَيخنَا أَبُو الْحسن الأصبحي فِي معينه عدَّة تصاحيح ورأيته فِي المشيرق مَعَ ذُرِّيَّة الْفَقِيه الْهَيْثَم بمجلدين لطيفين وتفقه بِهِ جمع كَبِير مِنْهُم عمر بن عَلْقَمَة وَيحيى بن أبي الْخَيْر مَعَ جمع كَبِير لَا يكَاد يحصرهم الْعدَد وَذَلِكَ للين عريكته وكرم طَبِيعَته وَصَلَاح سُلْطَان بَلَده ومحبته للْعلم وَأَهله وَكَانَ يدرس بِجَامِع الجعامي قَرْيَة من وحاظة بِفَتْح الْجِيم وَالْعين الْمُهْملَة ثمَّ ألف ثمَّ مِيم ثمَّ يَاء مثناة من تَحت وَهِي قَرْيَة من معشار يفوز حصن قديم بِفَتْح الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت وَضم الْفَاء ثمَّ وَاو ثمَّ زَاي وَله مَعَ كَمَال الْعلم أشعار مستحسنة مِنْهَا مَا ذكر أَن السُّلْطَان أسعد بن وَائِل عتب عَلَيْهِ فِي بعض الْأَحْوَال وَكَانَ قد ولاه حكم الشَّرِيعَة بأحاظة فَامْتنعَ فَقَالَ لَهُ الْقَضَاء مُتَعَيّن عَلَيْك فأصر على الِامْتِنَاع فَلَمَّا بلغ الْفَقِيه عتب السُّلْطَان ارتحل عَن الجعامي يُرِيد بَلَده الَّذِي خرج مِنْهَا وَهِي دمت وَبهَا قومه إِلَى الْآن وَكتب إِلَى السُّلْطَان مَا مِثَاله ... إِلَّا إِن لي مولى وَقد خلت أنني ... أُفَارِق طيب الْعَيْش حِين أفارقه
جفاني فأقصاني بعيد جفائه ... وصرت بلحظ من بعيد أسارقه
وأرقب عَقبي للوداد جميلَة ... وصبرا إِلَى أَن يرقع الْخرق فاتقة
وَمَا كَانَ سيري لاختيار فِرَاقه ... وَلكنه ميل إِلَى مَا يُوَافقهُ ...
1 / 286