221

السلوك في طبقات العلماء والملوك

السلوك في طبقات العلماء والملوك

پوهندوی

محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي

د ایډیشن شمېره

الثانية

وَمِمَّنْ قدم الْيمن وعد من علمائها فَانْتَفع بِهِ أَهلهَا فِي طبقَة الإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن عبدويه المهروباني فعبدويه اسْم أعجمي نَحْو سِيبَوَيْهٍ ونفطويه وَهُوَ بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء الْمُوَحدَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَالْوَاو وَسُكُون الْيَاء الْمُثَنَّاة من تَحت ثمَّ هَاء والمهروباني لَا أَدْرِي إِلَى مَا هَذِه النِّسْبَة هَل هِيَ إِلَى بلد أوجد وَهُوَ بميم مَفْتُوحَة بعد ألف وَلَام وَسُكُون الْهَاء وَضم الرَّاء وَيكون الْوَاو وَفتح الْبَاء ثمَّ ألف ثمَّ نون ثمَّ يَاء نِسْبَة سَأَلت عَن ذَلِك بعض من يَدعِي الْخِبْرَة فَقَالَ لَعَلَّه نسب إِلَى بلد بساحل الْبَصْرَة يُقَال لَهُ ماهروبان وبميم مَفْتُوحَة ثمَّ ألف وَفتح الْهَاء ثمَّ رَاء ثمَّ وَاو سَاكِنة ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَفْتُوحَة ثمَّ ألف ثمَّ نون مولده سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَ دُخُوله الْيمن تَقْرِيبًا فِي آخر المئة الْخَامِسَة وَكَانَ قد تفقه بالشيخ أبي إِسْحَاق بِبَغْدَاد وَحدث فِي بعض الْأَسَانِيد أَنه كَانَ فَرَاغه لقِرَاءَة الْمُهَذّب على مُصَنفه ثَانِي عشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة وَأول بلد ورده من الْيمن مَدِينَة عدن ثمَّ صَار إِلَى زبيد وَنزل الْمفضل بن أبي البركات إِلَيْهَا يُرِيد نصر بعض مُلُوك الْحَبَش على ابْن عَم لَهُ قد نازعه فَدخل الْمفضل زبيد بِجَيْش عَظِيم وانتهب للفقيه جملَة مستكثرة ثمَّ إِنَّه انْتقل بعد ذَلِك إِلَى جَزِيرَة بالبحر تعرف بكمران بِفَتْح الْكَاف وَالْمِيم وَالرَّاء ثمَّ ألف ثمَّ نون وَذَلِكَ سنة خمس وَخَمْسمِائة وَكَانَ ذَلِك بعد نهب زبيد بأشهر وَلم يكد يفلح الْمفضل بعد أَن نهب زبيد وَلَا عَاشَ غير شهر أَو نَحوه وَسَيَأْتِي تَارِيخ ذَلِك عِنْد ذكر أَيَّامه وَقد بَقِي مَعَه بَقِيَّة من المَال فَاشْترى جلابة وسفر موَالِي لَهُ إِلَى الْحَبَشَة والهند وَمَكَّة وعدن فعادوا غَانِمِينَ سَالِمين ثمَّ فتح الله عَلَيْهِ وَبَارك لَهُ فَبلغ مَاله سِتِّينَ ألف دِينَار وَكَانَ سكناهُ فِي الجزيرة من سنة خمس وَخَمْسمِائة إِلَى أَن توفّي بهَا على مَا يَأْتِي تَارِيخ ذَلِك وَلما اسْتَقر بكمران وشاع علمه قصد من أنحاء الْيمن بتهامتها ونجدها وَكَانَ الإِمَام اليفاعي إِذْ ذَاك بِمَكَّة مُقيما وَلَوْلَا ذَاك لم يَقْصِدهُ أَصْحَابه خَاصَّة وَكَانَ كريم النَّفس بَعيدا عَن اللّبْس فَمِمَّنْ وَصله من الْبِلَاد ثمَّ من نَاحيَة الْجند

1 / 279