قَالَ لبيْك حرا كَانَ أَو عبدا صَغِيرا أَو كَبِيرا ذكر كَانَ أَو أُنْثَى
وَإِن دَعَاهُ مُشْرك قَالَ لَهُ مَا تشَاء نعْمَة الله كَمَا قَالَ ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين﴾
قيل لَهُ وَهُوَ نَازل على قوم يُرِيد حربهم وَقد أجهدوه هلا لعنتهم فَقَالَ إِنَّمَا بعثت رَحْمَة للْعَالمين
لم أبْعث لعانا
وَنَحْو ذَلِك مَا رُوِيَ عَن خباب بن الْأَرَت أَنه قَالَ لما اشْتَدَّ بِنَا أَذَى الْمُشْركين بِمَكَّة وَكَانَ كثير منا بَين مفتون وَبَين معذب ومؤذي أتيت رَسُول الله ﷺ وَهُوَ مُتَوَسِّد إزَاره فِي ظلّ الْكَعْبَة فشكوت عَلَيْهِ مَا نَحن فِيهِ وَقلت يَا رَسُول الله أَلا تَدْعُو الله لنا فَقعدَ وَهُوَ محمر الْوَجْه وَقَالَ إِن من كَانَ قبلكُمْ يمشط بِأَمْشَاط الْحَدِيد حَتَّى يذهب مَا دون عِظَامه من لحم وَعصب ليرْجع عَن دينه فَلَا يرجع وَيُوضَع الْمِنْشَار على مفرق رَأسه فينشق نِصْفَيْنِ مَا يصرفهُ ذَلِك عَن دينه وليتمن الله هَذَا الْأَمر حَتَّى يسير الرَّاكِب من صنعاء إِلَى حضر موت لَا يخَاف إِلَّا الله تَعَالَى أَو الذِّئْب على غنمه
أورد هَذَا الْخَبَر الرَّازِيّ فِي تَارِيخه فِي بَاب مَا ذكر بِهِ النَّبِي ﷺ صنعاء
وَكَانَت غَزَوَاته ﷺ سبعا وَعشْرين غَزْوَة حصل الْقِتَال فِي تسع مِنْهُنَّ بدر وَأحد وَالْخَنْدَق وَقُرَيْظَة والمصطلق وخيبر وَالْفَتْح وحنين والطائف
وسراياه ﷺ اثْنَان وَثَلَاثُونَ سَرِيَّة وَقيل تسع وَثَلَاثُونَ
وَلما اتّفق الْمُسلمُونَ على خلَافَة أبي بكر وبيعته كَانَ أول شَيْء اشْتغل بِهِ النَّاس تجهيز رَسُول الله ﷺ فغسلوه بِقَمِيصِهِ يصبون عَلَيْهِ المَاء ثمَّ اخْتلفُوا فِي أَيْن يدْفن فَقَالَ الصّديق إِنِّي سَمِعت رَسُول الله يَقُول مَا قبض نَبِي إِلَّا دفن حَيْثُ قبض ثمَّ استدعى أَبَا طَلْحَة رجل من أهل الْمَدِينَة وطوى لَهُ الْفراش الَّذِي توفّي عَلَيْهِ رَسُول
1 / 78