السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پوهندوی
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
د ایډیشن شمېره
الثانية
ثمَّ قَامَ بعد الْحسن برياسة الْقَضَاء أَبُو الْفتُوح وَسَيَأْتِي ذكره لَكِن جرت الْعَادة غَالِبا أَن مَتى عرض ذكر لأحد من الْأَعْيَان تثبت من حَاله مَا لَاق وَقد عرض مَعَ ذكر الْحسن ذكر المعري ثمَّ ذكر ابْن القم
فَأَما المعري فَهُوَ أَبُو الْعَلَاء أَحْمد بن عبد الله بن سُلَيْمَان التنوخي نسبا ثمَّ المعري بَلَدا والتنوخي نِسْبَة إِلَى تنوخ قَبيلَة من الْعَرَب بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَضم النُّون وَسُكُون الْوَاو ثمَّ خاء مُعْجمَة
قَالَ ابْن خلكان وَهُوَ اسْم لعدة قبائل اجْتَمعُوا قَدِيما فِي الْبَحْرين وتحالفوا على التناصر وَأَقَامُوا هُنَالك فسموا تنوخا من التنوخ وَهُوَ الْإِقَامَة وهم من نَصَارَى الْعَرَب الْمَذْكُورين فِي كتب الْفِقْه مَعَ بهرا وتغلب
وَأما المعري فنسبة إِلَى المعرة بلد صَغِيرَة فِي الشَّام على قرب من بلد حماة وشيرز فسكنها المعري فنسب إِلَيْهَا هَكَذَا كَلَام ابْن خلكان وميلاده يَوْم الْجُمُعَة عِنْد مغيب الشَّمْس لثلاث بَقينَ من ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمئة بالمعرة كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة متضلعا فِي فنون شَتَّى وَله كتاب لُزُوم مَا لَا يلْزم وَهُوَ كتاب كَبِير يَقع فِي خَمْسَة أَجزَاء وَله سقط الزند ديوَان شَرحه أَيْضا وَسَماهُ ضوء السقط
قَالَ ابْن خلكان وَبَلغنِي أَن لَهُ كتابا سَمَّاهُ الأيك والغصون يُقَارب المئة جُزْء قَالَ وَكَانَ عَلامَة عصره عَنهُ أَخذ جمَاعَة مِنْهُم الْخَطِيب التبريزي وَأَبُو الْحسن عَليّ بن همام وَأَبُو الْقَاسِم عَليّ بن الْحُسَيْن التنوخي وَكَانَ أعمى وَسبب عماه من الجدري
1 / 256