السلوك في طبقات العلماء والملوك
السلوك في طبقات العلماء والملوك
پوهندوی
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
د ایډیشن شمېره
الثانية
وَيُقَال صنف كِتَابه الْكَافِي الَّذِي هُوَ كاسمه الْكَافِي وللقلوب من الْإِشْكَال شافي فِي الْجَامِع الْمَذْكُور وَمِنْه مسَائِل قد استبهمت على كثير من الْمُتَأَخِّرين شرحها من جملَة الْكتاب شَيخنَا الْفَقِيه صَالح بن عمر الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله فجزاهم الله عَن الْإِسْلَام خيرا وَكَانَ لَهُ أُخْت وابنتان فَتزوّجت الْأُخْت أسعد بن عبد الله السلالي الْمَذْكُور مَعَ أَخِيه أَحْمد فِيمَا مضى وأولدت لَهُ ابْنه عليا فَهَذَا الْفَقِيه خَاله وَسَيَأْتِي بَيَان ذَلِك وَأما ابنتاه فاسم إِحْدَاهمَا ملكة وَهِي الَّتِي تزَوجهَا الإِمَام زيد بن عبد الله اليفاعي الْآتِي ذكره وَتزَوج الْأُخْرَى إِمَام جَامع الْجند حسان بن مُحَمَّد بن زيد بن عمر وَولده عبد الله وَسَيَأْتِي ذكره وَصَارَ إِلَيْهِ شَيْء من كتب جده
قَالَ ابْن سَمُرَة جرى للفقيه هَذَا ثَلَاث خِصَال مِنْهَا أَنه ضرب بميل حَدِيد فِي الْهِنْدِيّ حَتَّى أفناه وَمعنى أفناه أَنه لم يبْق من مَا يحسن الْوَاحِد يمسِكهُ بِهِ ليضْرب بِهِ وَمِنْهَا أَنه سقط فِي بِئْر جَامع الْجند الْمُسَمَّاة زَمْزَم وَهِي بِئْر قديمَة يبعد إِدْرَاك غورها فبودر بإلقاء الْحَبل إِلَيْهِ ليطلع عَلَيْهِ وَكَانَ سابحا مجيدا فَتعلق بالحبل وَنزع فَلَمَّا صَار بِرَأْس الْبِئْر انْقَطع بِهِ الْحَبل فَعَاد ثَانِيَة ثمَّ أدلي لَهُ ثَانِيًا فَنزع وَلما صَار بِرَأْس الْبِئْر انْقَطع أَيْضا وَعَاد الْبِئْر ثَالِثا ثمَّ أدلي الْحَبل ثَالِثا وأطلع وَمِنْهَا أَنه كَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ شخص من الْجِنّ فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْده فِي حَلقَة الْقِرَاءَة إِذْ مر بهم صائد الأحناش فَقَالَ الجني للفقيه يَا سَيِّدي أُرِيد أتصور لهَذَا حنشا فَإِن هُوَ أمسكني فَلَا تَدعه يذهب بِي بل افتدني مِنْهُ فَنَهَاهُ الْفَقِيه فَلم ينْتَه ثمَّ تصور حنشا فَدَعَا أحد الطّلبَة المحنش وَأرَاهُ إِيَّاه وَقد صَار حنشا عَظِيما ملتصقا بخشبة فِي السّقف فحين رَآهُ أعجبه وَفتح ربعته وتلا مَا يعْتَاد تِلَاوَته من العزائم وَإِذا بالحنش قد انخرط إِلَى الربعة فبادر المحنش إِلَى إطباقها وَأَرَادَ الْخُرُوج فلازمه الْفَقِيه وَمن حضر وَقَالُوا هَذَا جَار للفقيه مُنْذُ زمن مُتَقَدم وَإِنَّمَا
1 / 246