============================================================
(خاتمة) خاتمة الشيء ما يختم به، ولما كان هذا الفصل آخر الموضوع قلت فيه: خاتمة، ولما كان الخطأ كثيرا ما يعرض للبراهين لاختلال شرط من شروطها أو حكم من أحكامها جعل للتنبيه على ذلك فصل يخصه.
واعلم أن الخطأ قسمان: تارة يكون بخطأ مادته، وتارة يكون بخطأ صورته: والأول: إما من جهة اللفظ أو المعنى.
أما اللفظ : فكالاشتراك نحو: هذا عين، وكاستعمال المتباينة كالمترادفة حو: السيف والصارم، فيغفل الذهن عما به الافتراق فيجري اللفظين مجرى واحد فيظن أن الوسط متحد.
وأما المعنى: فكالتباس الصادقة بالكاذبة أيضا وذلك نحو الحكم على الجنس بحكم النوع المندرج تحته نحو: هذا لون واللون سواد فهذا سواد، وهذا سيال أصفر، والسيال الأصفر مرة فهذا أمرا ويسمى مثله إيهام العكس لأنه لما رأى كل مرة سيالا أصفر ظن أنه كل سيال أصفر مرة، ومنه الحكم على المطاق بحكم المقيد بحال أو وقت نحو: هذه رقبة وكل رقبة مؤمنة، وفي الأعشى هذا مبصر والمبصر مبصر بالليل ومنه آجزاء: غير القطعي كالوهميات وغيرها.
مما ليس قطعيا مجرى القطعي ونحو جعل العرضي كالذاتي نحو هذا إنسان، والإنسان كاتب:
مخ ۱۱۶