Sullam Akhlaq al-Nubuwwah
سلم أخلاق النبوة
خپرندوی
دار القلم للتراث
د ایډیشن شمېره
الثانية-١٤١٩ هـ
د چاپ کال
١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
القاهرة
ژانرونه
نفسك؟ قال فضالة بن عمير: كنت أذكر الله. فضحك النبي ﷺ ثم وضع يده على صدر فضالة فانطلق الرجل وهو يقول: ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحبّ إليَّ منه.
"سيرة ابن هشام" بسند فيه كلام.
وتكررت هذه الحادثة.
تكررت مع الشاب الذي حاول أن يبيح له النبي ﷺ الزنا.
فسأله النبي ﷺ:
"أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟ "قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ، أَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ؟ "قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ، أَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟ "قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ، أَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ "قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ؟ أَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ "قَالَ: لا، قَالَ:"وَكَذَلِكَ النَّاسُ لا يُحِبُّونَهُ لِخَالاتِهِمْ"، فَوَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ كَفِّرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ". (الطبراني في الكبير. ٧٥٧٧) .
ثم يضع النبي ﷺ يده على صدر الشاب ويدعو له.
يقول الشاب: والله لم يرفع النبي ﷺ يده عن صدري حتى أصبح الزنا أبغض شيء إلىّ، فهذا الحديث فيه المنهج، وسرّ المعجزة كلاهما.
أمّا المنهج ففي محاولة النبي ﷺ أن يقنع الشاب بأنّ الإسلام يمنعه من الاعتداء على أعراض الناس.
وفي نفس الوقت يمنع كلّ الناس أن يعتدوا على حرماته.
فالإسلام يمنعك لحمايتك.
وشرطي المرور يمنع الأمير من السير بسيارته ليحيمه، لا ليتدخل في حريته.
هذا هو الجانب الأول، جانب الإقناع.
أمّا الجانب الثاني فهو وضع النبي ﷺ يده على صدر الشاب - الذي يحاوره - فيتحقق مراد النبي ﷺ وهذا أمر لا نستطيعه.
وهو من تمام المعجزة. وقد انتهى عصر المعجزات.
1 / 43