ترى ، فأي عظمة أجل من هذه العظمة لو أنصف الناقدون المتحذلقون؟.
وان كتابنا هذا ليضع نقاط هذه الحروف كلها ، مملاة عن دراسة دقيقة سيجدها المطالع كما قلنا أقرب شيء من الواقع ، أو هي الواقع نفسه ، مدلولا عليه بالمقاييس المنطقية ، وبالدراسات النفسية ، وبالشواهد الشوارد من هنا وهناك. كل ذلك هو عماد البحث في الكتاب ، والقاعدة التي خرج منها الى احكامه بسهولة ويسر ، في سائر ما تناوله من موضوعات أو حاوله من آراء ..
* * *
وسيجد القارئ أن الكتاب ليس كتابا في أحوال الامام الحسن (ع)، بوجه عام ، وانما هو كتاب مواقفه السياسية فحسب. وكان من التوفر على استيعاب هذا الموضوع أن نتقدم بفصل خاص عن الترجمة له ، وأن نستطرد في أطوائه ما يضطرنا البحث اليه.
وان موضوعا من العمق والعسر كموضوعنا ، وبحثا فقير المادة قصير المدد كبحثنا ونحن نتطلع اليه بعد 1328 من السنين لحري بأن لا يدر على كاتبه باكثر مما درت به هذه الفصول ، احرص ما تكون توفرا على استقصاء المواد ، وتنسيق عناصر الموضوع ، وتهذيبها من الزائف والدخيل. ونحن اذ نومئ الى « فقر المادة » وأثره على البحث ، لا نعني بالمادة الا هذه « الموسوعات » التي كان بامكاننا التعاون معها على تجلية موضوعنا بما هي عليه من تشويش للتناسق أو تشويه للحقايق. اما المؤلفات الكثيرة العدد التي وردت أسماؤها في معاجم المؤلفين الاولين ، مما كتب عن قضية الحسن (ع) فقد حيل بيننا وبين الوقوف عليها. وكانت مع الكثير من تراثنا القديم قيد المؤثرات الزمنية ، وطعمة الضياع والانقراض اخيرا. وكان ذلك عصب النكبة في الصحيح الصحيح من تاريخ الاسلام ، وفي المهم المهم من قضاياه الحساسة امثال قضيتنا موضوع البحث .
فلم نجد على هذا من مصادر الموضوع : كتاب صلح الحسن ومعاوية ، لاحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن السبيعي الهمداني
مخ ۲۰