وما نحن بالذاكرين شيئا منها هنا ، لانا لا نريد ان نتصل بهذه البحوث ، في سطورنا هذه ، الا بمقدار ما تتصل هي بالصميم من موضوعنا.
وعلمنا ان الرشاقة السياسية البارعة التي ربحت الموقف بعد وفاة رسول الله (ص) في لحظات ، والتي سماها كبير من اقطابها « بالفلتة » وسماها معاوية « بالابتزاز للحق والمخالفة على الامر (1)» ، كانت بنجاحها الخاطف دليلا على سبق تصميم في الجماعات التي وليت الحل والعقد هناك. فكان من السهل ان نفهم من هذا التصميم « اتجاها خاصا » نحو العترة من آل محمد (ص) له اثره في حينه ، وله آثاره بعد ذلك.
فكانوا المغلوبين على امرهم ، والمقصيين عن عمد في سائر التطورات البارزة التي شهدها التاريخ يومئذ (2).
فلا الذي عهد بالخلافة قدمهم. ولا الذي حصر الخليفة في الثلاثة من الستة انصفهم. ولولا رجوع الاختيار الى الشعب نفسه مباشرة ، بعد حادثة الدار ، لما كان للعترة نصيب من هذا الامر على مختلف الادوار.
مخ ۴۵