فقال كمال وهو يهز رأسه في حزن: لا داعي إلى ذلك، وسيرسل الصيدلي ممرضة يعرفها لتحقنها ...
ولاذوا بالصمت والوجوم يعلو وجوههم، وعند ذاك ذكر كمال أمرا تقتضي المجاملة ألا يهمله فسأل ياسين: كيف حال كريمة؟ ... - ستلد في بحر هذا الأسبوع، أو هذا ما تؤكده الحكيمة ...
فتمتم كمال: ربنا يأخذ بيدها ...
فقال ياسين: سيخرج الوليد إلى الدنيا وأبوه في المعتقل ...
ودق الجرس، فكان القادم رياض قلدس، وقد استقبله كمال ومضى به إلى حجرة مكتبه. وفي الطريق إلى الحجرة قال رياض: سألت عنك في المدرسة فأخبرني السكرتير بالخبر، كيف حالها؟ - أصيبت بشلل وأخبرني الطبيب بأنها ستنتهي في ظرف ثلاثة أيام ...
فوجم رياض وتساءل: أليس هنالك حيلة ما؟
فهز كمال رأسه يائسا، وقال: لعله من حسن الحظ أنها في غيبوبة لا تدري عما ينتظرها شيئا ...
ثم في لهجة ساخرة وهما يجلسان: ولكن هل ندري نحن عما ينتظرنا شيئا؟
وابتسم رياض دون أن ينبس، فعاد الآخر يقول: كثيرون يرون أن من الحكمة أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير في الموت، والحق أنه يجب أن نتخذ من الموت ذريعة للتفكير في الحياة ...
فقال رياض باسما: هذا أفضل فيما أرى، كذلك فلنسأل أنفسنا عند الموت - أي موت - ماذا صنعنا بحياتنا؟ - أما أنا فلم أصنع بحياتي شيئا، هذا ما كنت أفكر فيه ... - بيد أنك ما زلت في منتصف الطريق.
ناپیژندل شوی مخ