وجاء النادل بالنارجيلة والشاي وهو يبتسم، ثم اقترب من مجلس الأصحاب وسألهم: تعرفونها؟ - من هي؟ - زبيدة العالمة، أشهر عالمة في زمانها، ثم انتهى بها العمر والكوكايين إلى ما ترون!
خيل إلى كمال أنه لا يسمع هذا الاسم للمرة الأولى أما رياض قلدس فقد ارتفع اهتمامه إلى الذروة فجعل يحث أصحابه على أن يعرفوها بأنفسهم كما طلبت حتى تنفتح نفسها للكلام، فقال إسماعيل مقدما نفسه: إسماعيل لطيف.
فقالت ضاحكة وهي ترشف الشاي قبل أن يبرد: عاشت الأسماء، ولو أنه اسم لا معنى له ..
فضحكوا، وفي ذات الوقت سبها إسماعيل بصوت لم تسمعه، أما رياض قلدس فقال: رياض قلدس. - كافر؟! عشقني واحد منكم كان تاجرا في الموسكي اسمه يوسف غطاس ، كان قد الدنيا، وكنت أصلبه على السرير حتى يطلع الصبح! ..
وشاركتهم ضحكهم وقد لاحت الغبطة في وجهها ثم اتجه بصرها إلى كمال فقال: كمال أحمد عبد الجواد.
وكانت تقرب قدح الشاي من فيها فتوقفت يدها في يقظة طارئة ثم حملقت في وجهه متسائلة: قلت ماذا؟
فأجاب عنه رياض قلدس: كمال أحمد عبد الجواد.
فأخذت نفسا من النارجيلة، وقالت وكأنما تخاطب نفسها: أحمد عبد الجواد! ولكن ما أكثر الأسماء! كالقروش أيام زمان .. (ثم مخاطبة كمال): والدك تاجر النحاسين؟
فدهش كمال وقال: نعم.
فقامت من مجلسها واقتربت منهم حتى وقفت أمامه ثم ضحكت ضحكة عالية أقوى من هيكلها بأجيال وهتفت: أنت ابن عبد الجواد! يا ابن الرفيق الغالي! ولكنك لا تشبهه! هذا أنفه حقا، ولكنه كان كالبدر في ليلته، ما عليك إلا أن تذكره بالسلطانة زبيدة وهو يحدثك عني بما فيه الكفاية!
ناپیژندل شوی مخ