أما كريمة فأمسكت بيد أبيها وضحكت كأنها رغم كونها بنت ثمانية قد فهمت المقصود من قصة عمتها. وقالت زنوبة تعليقا على الحال: شر الأمور ما يضحك.
وحدج ياسين خديجة بنظرة مغيظة وهو يقول: «حفرت لي حفرة يا بنت الإيه» فقالت خديجة: إذا كان أحد في الموجودين في حاجة إلى الآداب فهو أنت لا أحمد ابني المجنون!
وصدقت زنوبة على قولها، أما رضوان فدافع عن أبيه ودعاه بالبريء المظلوم، وظل أحمد ينظر إلى كمال متعلقا به كالأمل، أما عبد المنعم فكان يسترق النظر إلى نعيمة التي تبدت لصق أمها كالوردة البيضاء، وكانت كلما شعرت بعينيه الصغيرتين تورد وجهها الشاحب الرقيق، حتى عاد إبراهيم شوكت يقول مغيرا مجرى الحديث مخاطبا أحمد: انظر إلى الحقوق وكيف جعلت من ابن الحمزاوي وكيل نيابة قد الدنيا ..
شعر كمال كأن هذا القول انتقاد مر موجه إلى شخصه، أما عائشة فقالت لأول مرة: إنه يريد أن يخطب نعمة.
وفي فترة الصمت التي استقبل بها الخبر قالت أمينة: أبوه فاتح جدها أمس ..
وتساءل ياسين جادا: وهل وافق أبي؟ - هذا سابق لأوانه.
فتساءل إبراهيم شوكت بحذر وهو ينظر إلى عائشة: وما رأي عائشة هانم؟
فقالت عائشة دون أن تنظر إلى أحد: لا أدري ..
فقالت خديجة وهي تتفحصها بعمق: ولكنك أنت الكل في الكل ..
وأراد كمال أن يشهد بشهادة طيبة لصديقه فقال: فؤاد شاب ممتاز حقا ..
ناپیژندل شوی مخ