مختارې مقالې د یونان په دیمی درامایي شعر کې

طه حسين d. 1392 AH
87

مختارې مقالې د یونان په دیمی درامایي شعر کې

صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان

ژانرونه

بأعين كلكاس. لقد كانت الريح تهب عنيفة من فم أسترمون فتعوق السفن عن الإقلاع حاملة إلى الجند الجوع والغرق والفرقة، غير معفية أداة ولا سفينة جاهدة في إذبال زهرة اليونان، مكرهة إياهم على راحة ما كانوا يعرفون لها أمدا. فما هي إلا أن يعرض الكاهن باسم أرتميس دواء أشد شرا وأنكر نكرا من هذه الزوبعة، سمعه الملكان فحطما صولجانهما وذرفا دموعا غزارا. وأخذ كبيرهما يصيح: يا لك من قضاء شديد القسوة! أأعصي؟ أأنحر ابنتي، زينة بيتي، أؤدنس يد الأب بدم ابنته مسفوكا على المذبح؟ إلى أي الأمرين يجب المضي؟ أأدع أسطولي وأتخلف عن حلفائي؟ إنهم ليصيحون، يطلبون ضحية تسكن الريح، وا حسرتاه! إنهم ليستطيعون أن يفعلوا ذلك غير آثمين. إنهم إنما يطلبون النصر.

على أنه يذعن لحكم القضاء، قد غير قلبه رأي فظيع مجرم ملؤه الإثم، كذلك يجرؤ الإنسان فيسرع إلى ما يبعثه على الندم، كذلك تخدعه تلك المشيرة تشير بالخزي، جنون مشئوم سيئ العاقبة. يجرؤ على أن يقتل ابنته بيده ليطير إلى الحرب وليثأر لامرأة مخطوفة، يتخذ من هذه التضحية فألا لسفره، والزعماء السفاحون لا تمسهم الرحمة لصلاة الأب وبكائه، ولا ينالهم إشفاق على ابنته. يدعو الآلهة، ويأمر القسس - وهو أبوها - أن تحمل قهرا إلى المذبح كما تحمل الضحايا، مائلة الرأس تزينه «الشرائط» قد أقفل فمها العذب، يخشون ما عسى أن يبعث من لعنات، فتخرسها كلمة ممقوتة. ولكن بينما يروي دمها الأرض، تنبعث نظراتها فتخترق قلب ناحرها وتملؤه إشفاقا. حسناء كأنها آية من آيات الفن، يخيل إلى من رآها أنها تتكلم، تذكر بتلك المقاصف التي كانت تزينها بأغانيها العذاب، حين كان صوت هذه العذراء الطاهرة يملأ حياة أبيها السعيد جمالا وبهجة.

ليس من يعلم ليس من يستطيع أن يقول، ماذا عسى أن تأتي به حوادث الدهر. إن فن كلكاس ليس عبثا، وإن العدل ليحملنا على أن نتنبأ بما هو كائن بعد الذي قد كان. إن اتقاء ما ليس إلى اتقائه سبيل لخطل، إن في ذلك لتعجلا إلى الحزن. ليصدقن مستقبل الأمر كل التصديق ما جاء به الوحي. ليكن هذا المستقبل مملوءا بالخير لهذه التي تدنو! (تظهر كلوتيمنسترا)

فهي وحدها التي تقوم الآن على هذه الدولة!

الفصل الثاني

المنظر الأول

تقدم كلوتيمنسترا فتسألها الجوقة عن أسباب سرورها وهذه الضحايا التي تقدمها إلى الآلهة. فتعلن كلوتيمنسترا انتصار اليونان وسقوط تروادة، فتشك الجوقة وتؤكد كلوتيمنسترا خبرها وتصف كيف وصل إليها. وتود لو قصد اليونان في انتصارهم ولم يسرفوا في إهانة المغلوبين وازدراء آلهتهم. ليأمنوا شر البطر والطغيان.

المنظر الثاني

ثم تتغنى الجوقة بانتصار اليونان وشكر الآلهة والنعي على باريس حين اختطف هيلانة، وعلى هيلانة حين تبعته.

إن أرييس الذي يحمل الناس على أن يستبدل الجثث من الذهب، ويحمل ميزان النصر والهزيمة في الموقعة، لا يرد من تروادة على هذه الأسر المحزونة إلا بقايا مؤلمة، قد جمعت بعد التحريق: إناء يملؤه التراب. إن هذه الأسر لتئن ذاكرة مهارة أبنائها في الحرب وموتهم المجيد، ولأجل من ماتوا في سبيل امرأة أجنبية، ومن يدري لعلهم يسرون السخط والحنق، ولكن ليس من شك في أن سخطهم واقع على أبناء أتريه. إن شبابا غضا قد وجد قبره تحت أسوار تروادة، إن الأرض المغلوبة لتدفن المنتصر. إن سخط الشعب الشديد الثقل، وإن اللعن الذي ينبعث من فمه لمستتبع أثره دائما. إن شعورا مظلما يملأ قلبي وينذرني بسوء العاقبة. لن يفلت من أيدي الآلهة من أسرف في سفك الدماء.

ناپیژندل شوی مخ