301

وقال أبو رزين -فيما أخرجه مسلم- خرج إلينا أبو هريرة فضرب بيده على جبهته فقال: ألا إنكم تحدثون أني أكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتهتدوا وأضل، ألا وإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول.. الحديث).

أقول: لم يعتذر أبو هريرة بما يعتذر به هؤلاء الغلاة فلم يزعم بأن الله عدله في القرآن! بل هذا الاعتذار المزعوم لم أجد أحدا من الصحابة اعتذر به.

المثال الثالث.. عمرو بن عبسة وأبو أمامة:أنكر أبو أمامة الباهلي على عمرو بن عبسة تحديثه بحديث الوضوء فقال (يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي حاجة أن أكذب على الله ولا على رسول الله.

أقول: لم يستنكر عمرو بن عبسة اتهامه بالكذب ولم يزعم أن هذا معارض لتعديل الله في القرآن، وإنما دافع عن نفسه الدفاع القوي الذي قرأتموه.

المثال الرابع.. زيد بن أرقم: لما اتهمه عبيد الله بن زياد بالكذب في تحديثه بحديث الحوض، لم يعتذر بأن الله عدله في القرآن الكريم وإنما قال (أما إنه سمعته يقول: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وما كذبت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

أقول: لم يعتذر بما يعتذر به هؤلاء الغلاة فلم يقل: كيف تكذبني وقد عدلني الله في كتابه كما في قوله تعالى... إلخ.

المثال الخامس.. عمر وأبو موسى الأشعري وأبي بن كعب وأبو سعيد الخدري: في قصة استئذان أبي موسى الأشعري على عمر ومطالبة عمر أبا موسى أن يأتيه ببينة على أن الرجل إذا استأذن ثلاث مرات فلم يؤذن له فإنه يرجع. فذهب أبو موسى لمجلس الأنصار فيهم أبي بن كعب فأرسل معه أبا سعيد الخدري ليؤيده في هذا الحديث.. والقصة مشهورة، وهي في الصحيحين وغيرهما.

أقول: فعمر بن الخطاب وأبو موسى الأشعري وأبي بن كعب ومن معه من الأنصار لم يقولوا لعمر كيف تريد أن تتثبت من أبي موسى وهو معدل في كتاب الله؟

مخ ۳۰۲