صحبه او صحابه
الصحبة والصحابة
ژانرونه
وإن أراد القائل أن الله قد عدل أمثال الحكم، وحرقوص بن زهير، والوليد بن عقبة، وقاتل عمار وأمثالهم؛ فقد قال على الله ما لم يقل، وحمل كلام الله ما لم يحتمل، وهذه من وساوس الشيطان لهؤلاء الناس، حتى يقولوا على الله ما لا يعلمون، كما قال تعالى في التحذير من الشيطان: {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون}، وما أكثر المتقولين على الله بين المسلمين من سنة وشيعة وصوفية... إلخ، يأتيهم الشيطان من الباب الذي فيه عاطفتهم، وميل قلوبهم، حتى يوردوا آيات في غير ما أنزلت فيه وفي غير من أنزلت عليه، فيتم إزاحة معاني القرآن عن أذهان الناس وبالتالي يتم تحريف مراد الله عز وجل، بل قد نقلت في صدر الكتاب تحريف بعض هؤلاء لمعاني آيات صريحة واضحة ليس فيها أي لبس، لكن الشيطان بسيفه ورمحه (الجهل والهوى) أوقع هؤلاء في آراء خاطئة لها أثر سلبي على العقل والمعلومة والإيمان، ثم جرهم هذا الرأي إلى إلزام الناس بما يرون، حتى تحدث الفرقة والتنازع، وقبل ذلك يحدث صرف مدلول الآيات الكريمة ومعانيها، وقد نجح الشيطان مع كثير منهم، فأصبح يقول على الله ما لا يعلم، بل يقول على الله بخلاف ما أنزل صريحا.
مخ ۳۰۰