297

فيأتي المعارض للثناء المجمل بهذا الذم المجمل ويقول: كيف تجعلون للصحابة ميزة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا ينجو منهم إلا القليل؟ وأن الكثرة يؤخذون إلى النار وكيف أنهم استمتعوا بخلاقهم كما استمتع الذين من قبلهم بخلاقهم، وقد تحبط أعمالهم كما حبطت أعمال الأمم الماضية، وأنهم يقولون ما لا يفعلون، وأن هذا يعقبه مقت كبير عند الله، وأنهم يتثاقلون كلما دعوا إلى الجهاد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنهم يتكلون على كثرتهم ويعجبون بها وينسون أن أمر النصر والهزيمة بيد الله، وأنهم يتنازعون ويعصون الرسول وبعضهم يريد الدنيا، وأنهم يظنون بالله الظنون، ويسرون بالمودة إلى الكفار وهذا خلاف ما أمروا به من الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين، وحكم على بعضهم بالكذب، وحكم على آخرين بأنهم يقولون المنكر والزور، وهدد بعضهم بإبطال الأعمال عندما لا يتأدبون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويرفعون أصواتهم فوق صوته، وإذا كان هذا التهديد نزل في حق أبي بكر وعمر فكيف بالباقين؟!، وحكم على بعضهم بأنهم لا يعقلون، وعلى آخرين بالفسق، وحذر الله النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طاعتهم في كثير من الأمور، فكيف يكون عدلا من تكون طاعته مضرة وإثما؟.

وأخبر الله عن إخلاف بعضهم للوعد، فيعاهد الله ثم لا يفي ويتحول إلى منافق، وأخبر بأن منهم منافقين لا يعلمهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا ينجو من أصحابه يوم القيامة إلا القليل (مثل همل النعم) كما ثبت في صحيح البخاري.

مخ ۲۹۸