242

الفئة الثالثة من الطلقاء

أقل الطلقاء فضلا ومنزلة كمعاوية بن أبي سفيان، ووالده أبي سفيان بن حرب، وصفوان بن أمية، ومطيع بن الأسود، ونحوهم ممن تألفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالأموال ولم يطمئن لقلوبهم.

وهنا يظهر مقدار الظلم الذي يقع فيه بعضنا من غلاة أهل السنة الذين يقارنون عليا بمعاوية! مع أنه لا مجال للمقارنة أصلا إلا لبيان كبير الفرق فمعاوية في المرتبة الدنيا من الطلقاء فضلا عمن قبلهم من طبقات المهاجرين والأنصار دعك من المقارنة مع أول من أسلم.

وكثير من الطلقاء لم يحسنوا الإسلام فهم الذين طلبوا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعل لهم ذات أنواط، وسرقة ثلاثة منهم جملا يوم حنين (سرقه أبو سفيان وابنه معاوية وأخوه عتبة) حتى دعا عليهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحاول بعض الطلقاء اغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبقي بعضهم مستهزئا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى لعنه ونفاه إلى الطائف، وهو الحكم بن أبي العاص، وركل بعضهم قبر حمزة بن عبد المطلب وقال: قد عدنا يا حمزة!، وأثر عن هذا الشخص أنه قال: تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة فليس هناك من جنة ولا نار.

وأخذ النواصب والشاميون ومغفلو الصالحين من أهل السنة يحاولون تحسين صورة الطلقاء وأنه حسن إسلام جميعهم مرددين الحديث الشريف (الإسلام يجب ما قبله) متناسين الحديث الآخر الذي أخرجه مسلم عن ابن مسعود (قال: قال أناس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: ((أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها، ومن أساء أخذ بعمله في الجاهلية والإسلام))، وقد غفل عن هذا الحديث ومثله كثير من الناس! أو أغفله بسوء نية.

مخ ۲۴۳