صحبه او صحابه
الصحبة والصحابة
ژانرونه
الأثر السابع والعشرون: أثر الزهري
روى عبد الرزاق الصنعاني عن معمر عن الزهري: (ثارت الفتنة ودهاة الناس خمسة، فمن قريش معاوية (ابن أبي سفيان) وعمرو (ابن العاص) ومن ثقيف المغيرة (ابن شعبة) ومن الأنصار قيس بن سعد ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء) أه.
قلت: في كلام الزهري إخراج لعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة من المهاجرين إلى عموم قريش وثقيف، لأن عمرو بن العاص وإن كان قد هاجر قبل فتح مكة لم يدرك الهجرة الشرعية (قبل الرضوان) فهو من سائر قريش.
ولأن المغيرة وإن أسلم قبل الرضوان لم تكن هجرته إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأجل الهجرة الشرعية وإنما هرب إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم هروبا بعد أن غدر بأصحابه المالكيين من أهل الطائف الذين ذهبوا معه إلى المقوقس حاكم مصر في قصة معروفة) فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، فلما قتلهم وأخذ أموالهم خشي من العودة إلى الطائف وفضل الإتيان إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة والإسلام ثم البقاء هناك وقد أخرجه من الصحبة الشرعية سعيد بن زيد -فيما يبدو- في قصة نهيه المغيرة عن لعن علي وقد سبقت.
إذن فالأصل أن من أسلم قبل الرضوان وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبقي في المدينة يكون صحابيا صحبة شرعية ويخرج من كانت هجرته لغير ذلك من طمع في غنيمة كالعرنيين أو خوف من عدو كما فعل المغيرة هنا.
ووصف الزهري لعبد الله بن بديل بأنه من المهاجرين يدل على قدم إسلامه وهجرته ويرد على من زعم أنه أسلم عام الفتح.
مخ ۱۶۶