صحبه او صحابه
الصحبة والصحابة
ژانرونه
الحديث الثالث عشر
روى الإمام مسلم في صحيحه والإمام الترمذي والإمام أحمد (في مسند بريدة) والقاسم بن سلام بسند صحيح-واللفظ له- عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه...)) فذكر الحديث وفيه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال فأيتهن ما أجابوك إليها فأقبل منهم وكف عنهم: ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فأقبل منهم وكف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم أنهم إن فعلوا ذلك فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحولوا، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين...)) الحديث.
وهذا الحديث فيه بيان شرط رئيس من شروط الهجرة الشرعية وهو التحول من ديار الشرك إلى ديار الإسلام، فقدوم الرجل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم عودته إلى بلاده لا تجعله من المهاجرين، والهجرة تستلزم الجهاد أيضا للقادر فالجهاد من شروط (الهجرة الشرعية) لأن من هاجر وبقي كلا على المسلمين يكون من المتثاقلين الذين ذكرهم القرآن الكريم وعندئذ فلا تتحقق فيه الهجرة الشرعية إضافة إلى أن الحديث فيه بيان (الأعراب ومن في حكمهم) وهم المسلمون الذين أسلموا ولم يهاجروا سواء منهم من رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الوافدين أو لم يره ولم يكونوا يرون فضلا لمن رأى على من لم ير فبقيت الطائفتان في مسمى (الأعراب) أما من تأخر إسلامه إلى فتح مكة كالطلقاء ومنهم معاوية وأبوه، وصفوان بن أمية، ونحوهم، فالأعراب المسلمون قبل ذلك أفضل منهم لتقدم إسلامهم.
مخ ۱۱۷