شكل 3-3: النفوذ الصوفي: تجمع الصوفيين والعلماء أمام الإمبراطور المغولي، عام 1635 تقريبا (معرض فرير للفنون، مؤسسة سميثسونيان، واشنطن: بيرتشيس، إف194217، إف1937. 6. 7ب).
يمثل الإمبراطور جلال الدين أكبر (الذي حكم من عام 1556 إلى عام 1605)، الذي رعى هذا العمل، أجرأ محاولة مغولية لتوجيه الصوفية نحو تحقيق أهداف تخدم الإمبراطورية. وأول مظاهر ذلك يتمثل في قراره بناء عاصمة جديدة للإمبراطورية في فتح بور سيكري حول منزل سليم الجشتي (المتوفى عام 1572) - الذي سرعان ما أصبح قبره - ذلك الصوفي الذي منح «أكبر» ابنا ووريثا من خلال معجزاته.
48
وفي صدى لرعاية الصفويين لمجمع ضريح وقصر حول قبر الشيخ صفي الدين خلال العقود السابقة، كان تأسيس المغول لمجمع مشابه حول قبر أحد الأولياء من بعض النواحي علامة على المكانة الرفيعة للصوفيين.
49
إلا أن إحاطة الضريح بجدران عالية من الحجر الرملي كان يمثل أيضا نوعا من الحصار؛ ومن ثم إشارة صريحة على سياسة احتواء ودمج الصوفيين الأكثر أهمية في الإمبراطورية. وعلى الرغم من غزو أكبر للبنغال وراجبوتانا وكجرات وكشمير، فإن طموحه كان أكبر من ذلك؛ ما قاده (أو قاد وزيره أبا الفضل) إلى ترويج نظام ديني اجتماعي جديد، امتزجت فيه عناصر من الدين الإسلامي والدين الهندوسي لتكوين «دين إلهي» جديد.
50
وكان هذا الدين الإلهي في جوهره عبارة عن دين إمبراطوري استخدمت فيه المصطلحات الصوفية التي أصبحت راسخة منذ أمد طويل؛ للإشارة إلى الإمبراطور نفسه، الذي وصف بأنه «الإنسان الكامل» و«المرشد» لحلقة من المريدين الصوفيين الأوفياء، الذين لم يكونوا سوى أفراد حاشيته.
51
ونظرا لاهتمامات أكبر المتنوعة المتعلقة بالألفية الإسلامية، فإنه يوجد أيضا سبب لربط تصوره للدين الإلهي ببداية تلك الألفية في منتصف عهده. وعلى الرغم من أن كثيرا من المسلمين الآخرين سوف يرون الألفية الجديدة فرصة للعودة إلى السنة النبوية؛ فقد كانت بالنسبة إلى أغنى إمبراطور في هذا العصر فرصة لخلق تركيبة دينية جديدة تماما.
ناپیژندل شوی مخ