وقد ينقض بعض الناس بإفسادهم السؤال، وذلك أنهم يقولون إنه ممكن أن يعرف الأمر الواحد بعينه ولا يعرفه، إلا أن ذلك ليس من جهة واحدة. فإنا إذا كنا بالذى يدخل عارفين وبقور يسقوس غير عارفين فقد نقول فى الشىء الواحد بعينه إنا نعرفه ولا نعرفه. إلا أن ذلك ليس بجهة واحدة. — على أنه يجب كما قلنا فيما سلف أن يكون إصلاح الأقاويل المأخوذة من شىء واحد بعينه واحدا بعينه؛ وهذا ليس يكون إن كان الإنسان ليس يأخذ المطلوب نفسه بمعرفة، بل على أنه موجود كيفما آتفق — مثال ذلك إن كان هذا أب وهو لك فإن كان هذا صادقا وكان ممكنا فى أمور يسيرة أن يعلمنا وألا يعلمنا، إلا أن ليس للتى ذكرت شركة فيما قيل هاهنا. — وليس يمنع مانع من أن يلحق بالقول الواحد بعينه شناعات كثيرة، إلا أنه ليس يكون نقضا لكل ما يبرهن الخطأ: وقد يمكن، إذا كان الذى ألف كاذبا، أن يبين شيئا أكثر من أن لا يبين — ومثال ذلك قول زينن إنه ليس يوجد متحرك. فإن رام إنسان أن يقيس على خلاف الرأى المشهور، وكان إذا قاس على خلاف الرأى المشهور يخطئ، ولو فعل ذلك عشرة ألف مرة لما كان أو يكون النقض ما يدل ذلك عليه. — ولكل هذا لا مانع يمنع من أن يعرض فى أفراد، إلا أن هذا ليس يظن أنه موجود فى هذه؛ وذلك أنا إنما نعرف قوريسقوس بما هو قوريسقوس، ونعرف الذى يدخل بأنه يدخل. وقد يمكن أن يتوهم فى الشىء الواحد بعينه أنا نعرفه ولا نعرفه — مثال ذلك: أما الأبيض فإنا نعرفه، فأما الموسيقار فليس نعلم: فعلى هذا النحو —
مخ ۹۶۰