وقد تكون هذه أيضا من هذه الألفاظ: أترى الإنسان يكتب ما هو مكتوب، وقد كتب الآن أنك كتبت، قولا كاذبا، وقد كان المظنون عندما كنت صادقا، فيكون الذى يكتب إذن كاذبا وصادقا معا. وذلك أن الكاذب إما أن يكون قولا صادقا، أو يكون رأيا، أو ليس هو هذا، لكنه يدل على مثل هذا. وهذا المعنى بعينه هو الذى يقال فى الرأى. وأترى ما يتعلمه المتعلم هو هذا؟ وقد يتعلم الإنسان الخفيف والثقيل، فليس هو إذا الذى يتعلم، بل إنما يقال إنه كالشىء الذى يتعلم. وأترى الذى يمشى الإنسان فيه يتوطأوه وهو يمشى النهار كله، أو لا يكون قال الذى يمشى، بل قال إذا مشى؛ ولا أن الذى يشرب يشرب القدح، لكن من القدح. وأترى ما يعلمه الإنسان إنما يعلمه إذا تعلمه، أو إذا وجده؟ ومن هذين أما ذاك فوجده؛ وأما هذا فتعلمه. فإما أن يكون المجتمع ليس غيرهما، أو يكون ذاك غير هذين. — وأن يكون الإنسان شيئا موجودا ثالثا إذا فليس بنفسه وبكل واحد من الأمرين. وذلك أن الإنسان وكل أمر عام ليس هو هذا الشىء، بل هو كهذا، أو يكون مضافا أو ذاك على شىء من أمثال هذه. وكذلك يجرى الأمر فى قوريسقوسن وقوريسقوس الموسيقار: هل هما يدلان على شئ واحد بعينه، أو أحدهما مخالف للآخر، حتى يكون: أما ذاك فيدل على هذا الشىء، وهذا على مثل هذا الشىء. فليس يجب إذن أن يضع أنهما شىء واحد بعينه. وليس إنما يصير الإنسان ثلاثيا بوضعنا إياه كذلك. فلينزل ما يدل عليه أنه هذا الشىء. وذلك أنه ليس يدل أنه هذا الشىء على ما هو قالياس وعلى ما هو الإنسان. ولا خلاف بين قول القائل فيما يوضع أنه ليس هو الموجود هذا الشىء، بل هو المكيف ألبتة. فليكن الذى ينسب إلى الكثيرين وهو واحد، أعنى الإنسان. فظاهر أنه ليس يسلم فى الشىء الذى يحمل على العموم على الكل أنه هذا الشىء، لكن إما كيفية أو مضاف أو كمية أو شىء مما يدل على أمثال هذه.
[chapter 23: 23] 〈القاعدة العامة لحل التبكيتات الناشئة عن القول〉
مخ ۹۴۹