فالأنحاء التى تكون من اتفاق الاسم والمراء ثلاثة: أحدها إذا كانت الكلمة والاسم على الحقيقة تدل على معان كثيرة — مثال ذلك: النسر والكلب. والآخر إذا جرينا على العادة فيما نقوله على هذه الجهة. والثالث عندما يكون القول إذا ركب دل على كثير، وإذا فصل دل على واحد، مثال ذلك قولنا: معرفة الكتابة. وذلك أن كل واحدة من لفظتى الكتابة والمعرفة قد عرض أنها تدل على واحد. فأما المجتمع منهما فيدل على أكثر من واحد، لأنه يدل إما على أن الكتابة معرفة، أو على أن الكتابة معروفة عند آخر.
والمراء واشتراك الاسم يكونان من أمثال هذه الأنحاء. — وأما المواضع التى من التركيب فتكون على هذا النحو: مثال ذلك: قد يمكن الجالس أن يمشى، والذى لا يكتب أن يكتب، وذلك أنه ليس دلالة القول إذا قيل بغير تركيب وإذا ركب فقيل: الجالس يمكن أن يمشى، والذى لا يكتب أن يكتب — واحدة بعينها. وكذلك يجرى الأمر إذا ركبت، مع أن الذى ليس يكتب يكتب. وذلك أن هذه تدل على أن له قوة إذا كان ليس يكتب على أن يكتب وإن لم يركب أن له قوة وهو لا يكتب على أن يكتب، مع أنه يتعلم الكتابة الآن أن يكون يتعلم ما يعلم. وأيضا الذى يمكنه أن يأتى بشىء واحد فقط يمكنه أن يأتى بأشياء كثيرة.
مخ ۷۶۲