يعطى ما هو موجود له، وليس إنما يوجد له كعبا واحدا فقط. وأنه ليس يعطى ما لم يكن له إلا على أنه بمنزلة مالا يوجد له. وذلك أن الواحد فقط ليس يدل لا على هذا ولا على مثل هذا ولا على كمية ما، بل يوجد على أنه مضاف إلى شىء، مثل أنه ليس مع آخر بمنزلة ما لو سأل: أترى الإنسان يعطى ما ليس بموجود له؟ فإذا قال: لا ! سأله: فهل يعطى الإنسان على جهة السرعة عند ما يوجد له على جهة السرعة؟ فيقول: نعم! فيؤلف أن الإنسان يعطى مالا يوجد له. ومن البين أنه 〈لم〉 يأتلف: وذلك أن الذى يكون على جهة السرعة ليس هو أنه يعطى ما يوجد له، فهو إذن يعطى ما ليس له — مثال ذلك إذا كان الشىء موجودا له على جهة اللذة يسلم أنه على جهة الأذى.
مخ ۹۴۳