Sufism - Origin and Sources
التصوف - المنشأ والمصادر
خپرندوی
إدارة ترجمان السنة
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م
د خپرونکي ځای
لاهور - باكستان
ژانرونه
فعليه أن يلبس الصوف الأزرق، لأنه لون السماء) (١).
ويترشح أيضا من كلام أبي طالب المكي (٢) في قوته بأنه أيضا من الذين يرحجون اشتقاقه من الصوف، حيث يورد رواية مكذوبة على رسول الله ﷺ أنه قال:
(البسوا الصوف، وشمروا، وكلوا في أنصاف البطون تدخلوا في ملكوت السماء) (٣).
ولكن القشيري أبا القاسم عبد الكريم (٤) رد على هذا الرأي وذاك، حيث قال في رسالته:
(فأما قول من قال: إنه من الصوف، ولهذا يقال: تصوّف إذا لبس الصوف كما يقال: تقمص إذا لبس القميص، فذلك وجه. ولكن القوم لم يختصوا بلبس الصوف.
ومن قال: أنهم منسوبون إلى صفة مسجد رسول الله ﷺ، فالنسبة إلى الصفة لا تجيء على نحو الصوفي.
ومن قال: أنه مشتق من الصفاء، فاشتقاق الصوفي من الصفاء بعيد في مقتضى اللغة.
ومن قال: أنه مشتق من الصف، فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم فالمعنى صحيح، ولكن اللغة لا تقتضي هذه النسبة إلى الصف) (٥).
وأما الصوفي الفارسي عبد الرحمن الجامي المتوفى ٨٩٨ هـ فلقد ذكر في نفحاته أنه مأخوذ من الأستصفاء، مستدلا بكلام الصوفي المشهور عبد الله بن خفيف أنه
_________
(١) نفس المصدر.
(٢) هو أبو طالب محمد بن أبي الحسن علي بن عباس المكي، قيل فيه: هو شيخ الصوفية وأهل السنة، المتبحر في التفسير وغيره من أهل العلم وله تفسير كبير، وكتابه (قوت القلوب) كتاب جليل (الصفحة الأولى من كتابه) توفي سنة ٣٨٦ هـ ببغداد.
(٣) (قوت القلوب) لأبي طالب المكي ج ٢ ص ١٦٧ ط المطبعة الميمنية مصر ١٣١٠ هـ.
(٤) هو أبو القاسم عبد الكريم القشيري النيسابوري الشافعي قيل فيه: هو الإمام مطلقا، الفقيه، المتكلم، الأصولي، المفسر، الأديب ... لسان عصره، وسر الله في خلقه، مدار الحقيقة، وعين السعادة، وقطب السيادة، من جمع بين الشريعة والحقيقة (مقدمة كتاب الرسالة القشيرية ص ١٥)، وقال عنه أبو الحسن الباخرزي: لو ارتبط إبليس في مجلسه لتاب (دمية القصر)، توفي سنة ٤٦٥ هـ.
(٥) الرسالة القشيرية لأبي القاسم عبد الكريم القشيري ج ٢ ص ٥٥٠ ط مطبعة حسان القاهرة ١٩٧٤.
1 / 30