الجزء فيه السداسيات المخرجة من سماعات
الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي المعروف بابن الحطاب
تخريج الشيخ الإمام الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني ، بروايته عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
ربي يسر
أخبرنا الشيخ الإمام بقية السلف فخر الأئمة جمال الحفاظ شيخ السنة أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني رضي الله عنه ، أخبرنا الشيخ الأجل أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، بالإسكندرية وبمصر أيضا بانتقائي عليه وتخريجي له ، قال : الحمد لله المنعم المنان والصلاة على المصطفى المتحدث بالحكمة والبيان ، وعلى آله السادة الأعيان ، وأصحابه الممدوحين في القرآن ، والتابعين لهم بإحسان , بعد .
مخ ۱
هذه أحاديث من مسموعاتي عوالي بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ستة رجال خرجتها رجاء المثوبة والأجر ، وابتغاء البركة والخير ، إذ كل إسناد فيه الإنسان إلى النبي صلى الله عليه وسلم أقرب ، فالتبرك به والتصدي لروايته أصوب ، لكن على شرط أن تكون رواته مأمونين معروفين ، وبالثقة والعدالة موصوفين ، فكم من حديث يظهر لغير نقاده أنه عال لقرب إسناده ، والإعراض عما توهمون أعلى من التعرض له أولى لحديث الأشج ، عن علي بن أبي طالب ، وحديث خراش ، عن أنس بن مالك ، وما شاء كل ذلك من النسخ الضعيفة عن حفاظ الآثار ، وإنما يكتبونها للمعرفة بها والاعتبار ، وعلى أن الذي أوردناه نحن ها هنا أيضا فلا يقطع له بالصحة لكنه أحسن من غيره في الجملة ، وليس العلو في الحديث قرب الإسناد بك كما ذكره ابن المبارك صحة الرجال فإن اجتمعا في خير فناهيك به رفضه وشديد بك به عدة وعمده لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم " ، وفي حديث آخر عنه : " لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس " وعلى مقتضى هذين القولين وموجب الخبرين من أدرك إسنادا عاليا في الصغر رجى عند الشيخوخة والكبر أن يكون من قرن أفضل من القرن الذي هو فيه ، ومن القرن الذي يأتي بعده ويليه ، وسنورد هذا المعنى من بعد بالإسناد فعلى الإسناد كل الاعتماد ، وأيضا فكما أن الرواية عن الصحابي أجل وأجمل من الرواية عن التابعي لرؤيته النبي صلى الله عليه وسلم ، فكذا الرواية عن التابعي أجل وأجمل من الرواية عن تابع التابعي لرؤيته الصحابي ، وعلى هذا فليقس من القرب إلى رسول رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وأجمعين ، وليعلم ذلك يقينا وقطعا وليجتهد في طلب العلم كتابة وجمعا ، قد خرج جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه من المدينة وهو من أجلاء الصحابة إلى مسلمة بن مخلد وهو بمصر في حديث واحد بلغه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقتنع بالسماع عمن بلغه إياه ، مع وثوقه وعدالته عنده إذ لو لم يكن المبلغ ثقة عنده عدلا لم يخرج بقوله من المدينة إلى مصر ، وروى عن سعيد بن المسيب سيد التابعين أنه قال : إن كنت لأسند الأيام والليالي في الحديث الواحد ، وقال محمد بن أسلم الطوسي وهو العالم الرباني : قرب الإسناد قرب إلى الله عز وجل .
1- وأخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح بن المفسر الدمشقي ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي ، نا ابن رشيد ، نا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء ، حدثني عبد الله بن عامر اليحصبي ، عن واثلة بن الأسقع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحبني " .
2- وأخبرنا أبو القاسم علي بن عيسى المصري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن شجاع الفقيه الشافعي ، نا أبو علي إسماعيل بن قيراط العذري ، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم ، نا الوليد ، ثنا عبد الله بن العلاء ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت الليثي واثلة بن الأسقع ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " لا تزالون بخير ما دام فيكم من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني وصاحبني ، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رأى من رآني وصاحبني " .
مخ ۳
3- أخبرنا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن مسكين الزجاج الفقيه ، بمصر ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن بدر الباهلي ، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي ، نا عبد الرحمن بن مهدي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " قال عبد الرحمن : لا أدري ذكر ثلاثا أو أربعا الحديث .
4- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، قال : أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا أبو خيثمة ، نا هشام بن عمار ، ثنا صدقة بن خالد القرشي ، نا عمرو بن شراحيل ، عن بلال بن سعد ، عن أبيه ، وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : قيل : يا رسول الله أي أمتك خير ؟ قال : " أنا وأصحابي " قال : قلنا : ثم ماذا ؟ قال : " ثم القرن الثاني " قال : قلنا : ثم ماذا ؟ قال : " ثم القرن الثالث " وذكر الحديث .
5- أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن حفص القضاعي ، بمصر ، أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا بهز ، ثنا شعبة ، أخبرني أبو جمرة ، قال : دخل علي زهدم وهو على فرس فأخبرني ، أنه سمع عمران بن حصين ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " قال عمران : فلا أدري أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا وذكر الحديث .
مخ ۴
6- أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المقرئ ، بمصر ، ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي ، أنا عبد الله بن عيسى بن خالد الأنطاكي ، ثنا سهل بن صالح ، ثنا محمد بن عبيد ، ثنا الأعمش ، عن هلال بن يساف ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني الذي أنا فيهم ، ثم الذين يلونهم " الحديث هكذا في الإملاء على القاضي أبي الحسن الحلبي ، وعلي بن هاشم ، عن الأعمش ، عن هلال بن يساف ليس بينهما أحد .
7- وقد أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد النيسابوري المعروف بابن الطفال ، بمصر ، أنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهاء قاضي مصر ، بانتقاء الدارقطني الحافظ ، نا موسى بن هارون ، ثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثني منصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن علي بن مدرك ، عن هلال بن يساف ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير أمتي القرن الذي أنا منهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " وذكر الحديث .
8- أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن النحوي ، بالفسطاط ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس ، ثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي ، ثنا محمد بن بشار ، نا محمد بن جعفر ، ثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن عبد الله بن شقيق ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم " فلا أدري ذكر مرتين أو ثلاثا وذكر الحديث .
مخ ۵
9- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا إبراهيم بن هانئ ، نا أبو نعيم ، ثنا داود بن يزيد الأودي ، قال : سمعت أبي يذكر ، عن جعدة بن هبيرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الناس قرني الذي أنا فيهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ثم الرابع أرذل إلى أن تقوم الساعة " قال البغوي : جعدة بن هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، يقال : إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة نزل الكوفة
هذا نبذ يتعلق بهذا الفضل ولو تصدينا لاستيعابه لطال وفيما أوردناه مقنع إن شاء الله تعالى ، وهذه الأحاديث السداسيات المقصورة ، وقد ذكرنا ما وقع إلينا من حديث كل صحابي على حدة في ترجمة مفردة ، وابتدأنا بذكر أنس بن مالك الأنصاري النجاري ، إذ أول اسمه على حرف الألف ، ثم بمن أول اسمه على حرف من بعد الحرف المتقدم في ترتيب حروف التهجي على حسب ما وجدنا عندنا ليكون أسهل على متناقليه ، وأقرب إدراكا على مستفيديه فالكريم ينفعنا بما قصدناه ويثنينا على ما نويناه ، ويتغمدنا يمعونة وسعة رحمته ، وهو على ما يشاء قدير ، وبإجابة الدعاء جدير .
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، المكنى أبا حمزة ، كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كان يجتنيها ، وهو آخر من مات من الصحابة بالبصرة عن مائة وسبع سنين ، على ما قاله محمد بن عبد الله الأنصاري ، واختلف في موته فقيل سنة ثلاث وتسعين ، وقيل سنة تسعين ، وكان يقول : لم يبق على وجه الأرض من صلى القبلتين غيري ، وفي الرواة عنه رضي الله عنه كثيرة .
مخ ۶
10- أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح بن شجاع الفقيه الشافعي المعروف بابن المفسر الدمشقي ، بالمعافر ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي ، بدمشق ، أنا شيبان الأبلي ، ثنا نافع أبو هرمز ، نا أنس بن مالك ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر على أهل بدر سبع تكبيرات ، وعلى بني هاشم تسع تكبيرات ، وكان آخر صلاته أربعا حتى خرج من الدنيا "
11- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا محمد بن جعفر الوركاني ، نا سعيد بن ميسرة البكري ، عن أنس بن مالك ، قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على جنازة كبر عليها أربعا وأنه كبر على حمزة سبعين تكبيرة "
12- أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح المعروف بابن المفسر ، بالمعافر ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي ، بدمشق ، نا الهيثم بن خارجة ، نا سعيد بن ميسرة البكري ، عن أنس بن مالك ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " المسح على الخفين للمسافر ثلاثا ، وللمقيم يوما وليلة " .
13- أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المفسر الدمشقي ، بالمعافر ، نا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي ، بدمشق ، نا الهيثم بن خارجة ، ثنا سعيد بن ميسرة البكري ، عن أنس بن مالك ، قال : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يوم أحتجم ؟ قال : " الأيام كلها لله " وأخبرنا به الفارسي في موضع آخر بإسناده ، وقال فيه : ثنا أنس بن مالك قال : قلت : يا رسول الله أي يوم أحتجم ؟ فذكره .
مخ ۷
14- أخبرنا علي بن محمد بن علي الفارسي ، بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح الدمشقي المعروف بابن المفسر ، بالمعافر ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي المروزي ، بدمشق ، نا الهيثم بن خارجة ، ثنا سعيد بن ميسرة البكري ، عن أنس بن مالك ، قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى بطنه أخذ شونيزا فاستفه وشرب عليه عسلا بماء " .
مخ ۸
15- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا شيبان ، نا سعيد بن سليم الضبي ، عن أنس بن مالك ، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر وعمر وأمرهما والناس كلهم ، قال لهم : " جدوا في السير فإن بينكم وبين المشركين ماء ، إن سبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس ، وعطشتم عطشا شديدا أنتم وركابكم ودوابكم " وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانية نفر هو تاسعهم ، فقال لأصحابه : " هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس ، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال لهم : " قوموا فاقضوا حاجتكم " ففعلوا ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل مع أحد منكم ماء ؟ " قال رجل منهم : يا رسول الله معي ميضأة فيها شيء من ماء ، قال : " جئ بها " فجاء بها ، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها بكفه ودعا بالبركة ثم قال لأصحابه : " تعالوا فتوضئوا " فجاءوا ، فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضئوا ، وأذن رجل منهم وأقام ، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال لصاحب الميضأة : " ازدهر بميضأتك فسيكون لها نبأ " فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل الناس ، فقال لأصحابه : " ما ترون الناس فعلوا ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم ، فقال : " إن فيهم أبا بكر وعمر وسيرشدان الناس ، فقدموا ، وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء فشق على الناس وعطشوا عطشا شديدا ، وركابهم ودوابهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أين صاحب الميضأة ؟ " قال : ها أنا ذا يا رسول الله ، قال : جئ بميضأتك ، فجاء بها وفيها شيء من ماء ، فقال لهم : " تعالوا فاشربوا " فجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شرب الناس كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملأوا كل إداوة وقربة ومزادة ، ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين ، فبعث الله ريحا فضربت وجوه المشركين ، وأنزل الله تبارك وتعالى نصره وأمكن من أدبارهم ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وأسروا أسارى كثيرة ، واستاقوا غنائم كثيرة ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس بآخرين صالحين " .
16- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب البغدادي ، بالفسطاط ، أخبرنا أبو القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار ، ببغداد ، ثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل النفري ، بنفر ، ثنا عمار بن يزيد ، نا موسى بن هلال الطويل ، ثنا أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلاة بسواك تعدل أربعمائة صلاة وتخرج ، يعني أهلها من الذنوب كما تخرج الشعرة من العجين ، وإن خرج عليهم الدجال فليس عليهم سبيل " .
17- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري ، بعكبرا ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا طالوت ، ثنا عاصم بن عبد الواحد الوزان ، قال : رأيت أنس بن مالك يخضب الحمرة .
18- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الوهاب البغدادي ، بالفسطاط ، أنا موسى بن محمد بن عرفة السمسار ، ببغداد ، ثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل النفري ، نا إسماعيل بن موسى ، ثنا عمر بن شاكر ، ثنا أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه كالقابض على الجمر "
19- قال : وثنا به مرة أخرى بهذا الإسناد : " يأتي على الناس زمان الصابر منهم على دينه له أجر خمسين منكم " قالوا : يا رسول الله خمسين منا ، قال : " نعم خمسين منكم "
مخ ۱۰
20- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا محمد بن عبد الواهب الحارثي ، ثنا رستم بن يزيد ، يعني الطحان ، قال : رأيت أنس بن مالك بالبصرة وعليه قلنسوة بيضاء مضربة وقد خضب لحيته بالحناء
21- أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها ، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ،ثنا طالوت ، ثنا سالم بن عبد الله العتكي ، قال : رأيت أنسا يخضب بالصفرة .
22- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي بمصر ، أنا محمد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا عبد الملك بن عبد العزيز النسائي ، حدثتنا أن نهار قالت : كان أنس يخضب بالصفرة .
23- أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي قاضي مصر ، أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب البغدادي ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز النسائي ، حدثتنا أم نهار قالت : كان أنس يمر بنا كل جمعة على برذون وعليه قلنسوة لاطية .
24- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة الفقيه الحنبلي بعكبرا ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أبو نصر التمار ، حدثتنا أم نهار قالت : كان أنس بن مالك يمر بنا كل جمعة على برذون ، وعليه قلنسوة لاطية وكان يخضب الصفرة .
مخ ۱۱
25- أخبرنا أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي بمصر ، أنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب ، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز النسائي ، حدثتنا أم نهار قالت : كان أنس يسلم علينا إذا مر بنا ، أحسب أبا نصر ، قال : ونحن صبيان .
جمرة بنت عبد الله اليربوعية لها ولأبيها صحبة وهما معدودان في الكوفيين
26- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثني يحيى الحماني ، ثنا عطوان بن مشكان ، حدثتني جمرة بنت عبد الله اليربوعية ، قالت : ذهب بي أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما قد رددت على أبي الإبل ، فقال : يا رسول الله ادع الله لابنتي هذه ، قالت : " فأجلسني في حجره ووضع يده على رأسي ودعا لي "
حشرج رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكره أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة رضوان الله عليهم ، روى عنه إسحاق بن الحارث الهباري أبو الخطاب ، ويقال إسحاق أبو الحارث .
27- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، ثنا إسحاق بن الحارث ، قال : " رأيت الحشرج رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أخذه النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه في حجره ومسح رأسه ودعا له " . قال أبو القاسم البغوي لا أعرف لحشرج غير هذا .
حريث وهو أبو سلمى ، راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كذا سمي لنا فيما أخبرنا القاضي أبو الفضل السعدي ، بمصر ، أنا ابن بطة العكبري بها ، أنا أبو القاسم البغوي ، حدثني عمي ، نا سليمان بن أحمد ، قال : زعموا أن اسم أبي سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم حريث .
مخ ۱۲
28- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا كامل بن طلحة أبو يحيى الجحدري ، ثنا عباد بن عبد الصمد ، ثنا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان " قال : قلت : وما هي يا رسول الله ؟ قال : " سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، والولد الصالح يتوفى ويحتسبه والداه " .
29- أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثني كامل بن طلحة الجحدري ، ثنا عباد بن عبد الصمد ، ثنا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من لقي الله تعالى يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وآمن بالبعث والحساب دخل الجنة " قلت : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخل إصبعيه في أذنيه ، ثم قال : أنا سمعت هذا الحديث غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث ولا أربع
خالد بن الحواري الحبشي روى عنه أبو الخطاب إسحاق بن الحارث الهباري مولى لهم ، ذكره البغوي وغيره في معجمه الصحابة ، قال البغوي : ليس له مسند .
30- أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، بمصر ، أنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن المفسر الدمشقي ، بالمعافر ، ثنا أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد المروزي بدمشق ، نا الترجماني ، ثنا إسحاق أبو الحارث مولى بني هبار القرشي ، قال : رأيت خالد بن الحواري رجلا من الحبشة ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى أهله فلما حضره الموت قال : " اغسلوني غسلين ، غسلة للجنابة ، وغسلة للموت "
مخ ۱۳
31- أخبرنا محد بن أحمد بن عيسى السعدي بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم الترجماني ، حدثني أبو الحارث إسحاق ، قال : رأيت خالد بن الحواري رجلا من الحبشة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حضره الموت فقال : " اغسلوني غسلين ، غسلة للجنابة ، غسلة للموت " ، قال البغوي : ولا أعلم لخالد بن الحواري غير هذا وليس هو مسندا .
زهير أبو جرول ويكنى أيضا أبا جرد أسره رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن أسر يوم حنين ، فأنشده قصيدة من قيله ، فاستمع إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن عليه وعلى عشيرته وكان سيد قومه رضي الله عنه .
32- أخبرنا أبو الحسن علي بن بقاء بن محمد الوراق ، بمصر ، نا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر اليمني التنوخي ، بانتقاء خلف الواسطي الحافظ ، ثنا أبو جعفر أحمد بن إسماعيل بن القاسم بن عاصم ، نا أبو محمد عبيد الله بن رماحس بن محمد بن خالد بن حبيب بن قيس بن رمادة ، من الرملة على بردين في ربيع الآخر من سنة ثمانين ومائتين ، نا أبو عمرو زياد بن طارق الجشمي ، نا زهير أبو جرول ، وكان سيد قومه ، وكان يكنى أبا جرد ، قال : " لما كان حنين أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو يميز بين الرجال والنساء ، وثبت حتى قعدت بين يديه أذكره حيث شب ونشأ في هوازن ، وحيث أرضعوه ، فأنشأت أقول :
امنن رسول الله علينا في كرم فإنك المرء نرجوه وننتظر
امنن على بيضة قد عاقها قدر مفرق شملها في دهرها غير
أبقت لنا الحرب هتافا على حزن على قلوبهم الغماء والغمر
إن لم تداركهم نعماء تنشرها يا أرجح الناس حلما حين يختبر
امنن على نسوة قد كنت ترضعها إذ فوك تملؤه من محضها الدرر
إذ أنت طفل صغير كنت ترضعها وإذ يريبك ما تأتي وما تذر
مخ ۱۴
يا خير من مرحت كمت الجياد به عند الهياج إذا ما استوقد الشرر لا تجعلنا كمن شالت نعامته فاستبق منا فإنا معشر زهر
إنا نؤمل عفوا منك نلبسه هادي البرية إذ تعفو وتنتصر
إنا لشكر للنعماء وقد كفرت وعندنا بعد هذا اليوم مدخر
فألبس العفو من قد كنت ترضعه من أمهاتك إن العفو مشتهر
واعف عفا الله عما أنت راهبه يوم القيامة إذ يهدي لك الظفر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فلله ولكم " وقالت الأنصار : ما كان لنا فلله ولرسوله ، فردت الأنصار ما كان في أيديها من الذراري والأموال "، وكان أبو عمرو يقول : إنه ابن عشرين ومائة سنة ، وقال عبيد الله بن رماحس : وأنا ابن مائة سنة , هذا الحديث رواه جماعة عن عبيد الله بن رماحس القيسي ، منهم أبو بكر بن أحمد بن عمرو بن جابر الرملي الحافظ ، وذكر في حديثه : أنهم في الجاهلية كانوا يكتنون بكنيتين ، يعني أن زهيرا كان يكنى أبا جرول وأبا جرد ، قال : وقال عبيد الله كان زياد ابن طارق ابن مائة وعشرين سنة ويصعد التين ، فقلت له : " فأنت تصعد التين ؟ قال : نعم والجميز وكان ابن مائة سنة
سهل بن سعد الساعدي وهو سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج ، كان يقول : لو مت لم تسمعوا أحدا ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة ، وقد اختلفوا في وفاته ، فقيل : سنة إحدى وتسعين وسنه يومئذ ست وتسعون سنة ، وقيل : سنة ثمان وثمانين ، وكنيته أبو العباس ، وقد قيل : أبو يحيى .
33- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله الشافعي ، بالفسطاط ، أنبا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه ، أنا أبو القاسم ابن بنت أحمد بن منيع ، ثنا يحيى الحماني ، ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل ، قال : " رأيت سهل بن سعد الساعدي وله وفرة وعليه برد قطري ورأيته يصفر لحيته " .
مخ ۱۵
34- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله الشافعي ، بالفسطاط ، أنبا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه ، أنا أبو القاسم ابن بنت أحمد بن منيع ، ثنا الحماني ، ثنا عبد الرحمن بن الغسيل ، قال : " رأيت سهل بن سعد عليه إزار قطري "
35- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله الشافعي ، بالفسطاط ، أنبا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه ، أنا أبو القاسم ابن بنت منيع ، ثنا الحماني ، ثنا ابن الغسيل ، قال : " رأيت سهل بن سعد يصفر لحيته "
صدي بن عجلان الباهلي وهو أبو أمامة ، وإنما قيل له الباهلي ، لأنه ينتسب إلى معن بن مالك ، وأم أبي معن باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج ، قال رضي الله عنه : كنت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وتوفي سنة ست وثمانين ، وكان يكون بالقدس ودمشق ، وله أحاديث صالحة .
36- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا طالوت بن عباد ، ثنا فضال بن جبير ، قال : سمعت أبا أمامة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله تعالى ، وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار "
37- أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا طالوت بن عباد ، ثنا فضال بن جبير ، قال : سمعت أبا أمامة صدي بن عجلان ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " اكفلوا إلي ست خصال أكفل لكم بالجنة : إذا حدث أحدكم فلا يكذب ، وإذا وعد فلا يخلف ، وإذا ائتمن فلا يخن ، غضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم ، واحفظوا فروجكم "
مخ ۱۶
38- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا طالوت بن عباد ، ثنا فضال ، ثنا أبو أمامة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها "
عبد الله بن بسر المازني من بني مازن بن منصور ، آخر من مات من الصحابة بالشام ، وكانت وفاته سنة ثمان وثمانين وقيل سنة سبع وثمانين ، وله عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث ، قال يحيى بن معين : عبد الله بن بسر السلمي كنيته أبو صفوان وكان يسكن حمص .
39- أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي ، بفسطاط مصر ، أنا أبو الحسين علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي ، بانتقاء الدارقطني وقراءته ، نا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، ثنا الوليد بن هشام القحذمي ، ثنا حريز بن عثمان ، قال : " سألت عبد الله بن بسر أشاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأومأ بيده إلى عنفقته " . هذا الطريق عال جدا
40- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا أبو خيثمة ، ثنا معاذ بن معاذ ، ثنا حريز بن عثمان الشامي ، قال : وقلنا على عبد الله بن بسر ، وكانت له صحبة ، فقلت له من بين أصحابي : " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيخا كان ؟ فوضع يده على عنفقته فقال : كان في عنفقته شعيرات بيض " . كأني سمعته من الطريق الأول على ابن بطة وسمع ابن بطة على أبي الفضل السعدي ، وقد سمعته بمصر .
مخ ۱۷
يقول : توفي شيخنا أبو عبد الله ابن بطة في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاث مائة ، وقال : وولدت سنة أربع وثلاث مائة عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي وهو عبد الله بن علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوازن بن أسلم بن أفضى ، استوطن الكوفة وهو آخر من مات بها من الصحابة رضوان الله عليهم ، وكان قد كف بصره ، واختلف في كنيته ، فقيل : أبو محمد ، قيل : أبو معاوية ، وتوفي سنة ثمان وثمانين من الهجرة ، وقيل سنة سبع ، وقيل سنة ست ، وكان من أصحاب الشجرة وقد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات منها حنين .
41- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثني طالوت بن عباد ، ثنا محمد بن أعين أبو العلانية ، قال : " رأيت ابن أبي أوفى يلبي بالكوفة عبر أيام التشريق ، فقيل له : أنت تحرم من السنة إلى السنة " .
عبد الله بن أم حرام أبو أبي الأنصاري ، وأم حرام أمه ، افتداه عبادة بن الصامت ، له عن النبي صلى الله عليه وسلم غير حديث ، وقد صلى معه القبلتين ، وقبره الآن ظاهر بدمشق يزار بباب الصغير ، ويتبرك به رضي الله عنه .
مخ ۱۸
أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا محمد بن كثير بن مروان أبو عبد الرحمن الفهري ، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة ، قال : سمعت عبد الله بن أم حرام وقد صلى القبلتين جميعا يعني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هكذا في أصل القاضي السعدي الذي كتبه عن ابن بطة بعكبرا عويمر بن عامر أبو الدرداء وكان من فقهاء الصحابة متحريا في الرواية ، إذا روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : اللهم إلا هكذا فليشكر له ، وكان يقول : إنما أخشى أن يدعوني يوم القيامة فيقول : يا عويمر ما عملت فيما عملت ، وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي ، وقيل : هو عويمر بن ثعلبة ، وقيل : عويمر بن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر ، ويقال هو : عامر ، وعويمر لقب ، مات سنة اثنتين وثلاثين بدمشق في خلافة عثمان رضي الله عنه ، وقبره ظاهر يزار .
42- أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، أنا أبو إبراهيم الترجماني ، نا إسحاق بن الحارث , قال : " رأيت أبا الدرداء أقنى أشهب يخضب بالصفرة "
43- أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنبا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، أنبا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، أنا أبو إبراهيم الترجماني ، نا إسحاق بن الحارث , قال : " رأيت أبا الدرداء قلنسوته قد طرحها بين كتفيه " . قال أبو إبراهيم : القلنسوة يعني العمامة .
عمرو بن حريث المخزومي وهو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، قال : كنت يوم بدر في بطن أمي ثم ذهبت بي أمي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا لي بالزرق ، كنيته أبو سعيد ، وقد توفي سنة خمس وثمانين ، وكان يسكن الكوفة رضي الله عنه .
أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا محمد بن مخلد بن الريان ، ثنا خلف بن خليفة ، قال : " رأيت عمرو بن حريق وأنا ابن سبع سنين خرج من داره فدخل دار العلاكين بالكوفة "
مخ ۱۹
قال البغوي : أبو سعيد عمرو بن حريث المخزومي سكن الكوفة وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث
عمير بن جابر الكندي ، ذكره أبو القاسم البغوي في معجمه في جماعة من الصحابة بعد أن أثنى عليه .
44- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان الفقيه ، أنا أبو القاسم ابن بنت منيع ، نا أبو إبراهيم الترجماني ، نا إسحاق بن الحارث مولى بني هبار ، قال : " رأيت عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي ، وكانت له صحبة يخضب بالحناء "
النابغة الجعدي أبو ليلى وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يفضض الله فاك " حين أنشده شعرا له واستجيبت دعوته فيه ، وقال له عبد الله بن الزبير وقد مدحه في أيامه بمكة : يا أبا ليلى الشعر أهون وسائلك عندنا ، ولك في الله حقان حق لرؤيتك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم . وكان رضي الله عنه يسكن البادية .
45- أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ، بمصر ، أنا عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري ، بها ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا داود بن رشيد ، نا يعلى بن الأشدق ، قال : سمعت النابغة ، يقول : لأنشدن النبي صلى الله عليه وسلم :
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال : " أين المظهر أبا ليلى ؟ " قلت : الجنة ، قال : " أجل إن شاء الله " ثم قلت :
ولا خير في حلم إذا لم تكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم تكن له حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا
مخ ۲۰
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أفدت لا يفضض الله فاك " قال مرتين واثلة بن الأسقع الليثي من كنانة ، وقيل : هو واثلة بن عبد الله بن الأسقع ، من أصحاب الصفة ، وقد اختلف في كنيته فقيل أبو الأسقع ، وقيل أبو الخطاب ، قيل : أبو قرصافة وهو الأشهر ، واختلفوا على وفاته وسنه ، فقيل : توفي سنة خمس ومائتين ، وهو ابن ثمان وتسعين , وهذا قول أبي مسهر ، ويحيى بن بكير ، وقيل : توفي سنة ثلاث وثمانين وهو ابن مائة وخمس سنين وهذا قول يحيى بن معين ، وكذلك حكاه إسماعيل بن عياش الحمصي ، عن سعيد بن خالد ، وقبره بدمشق ظاهر .
46- أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن بكار الكندي ، بمصر ، أنا عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، بدمشق ، ثنا إبراهيم بن مروان بن عبد الملك ، ثنا أبو جعفر محمد بن سعيد بن أبي قفيز ، ثنا معروف الخياط ، قال : كنت في مجلس واثلة بن الأسقع إذ جاءه رجل شهد على بضاعة اشتراها فلما ولى المشتري ، قال لبعض جلسائه : ردوا علي المشتري ، فلما رجع إليه ، قال : خذ مالك ، فقد دلس عليك ، فرجع الرجل فأخذ ماله ، فقيل للبائع : تدري من الذي رده إليك واثلة بن الأسقع ، فرجع البائع إلى واثلة فلما وفد عليه ، قال له : يا حاجب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلك يسعى ، فرفع واثلة رأسه إليه وقال : كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " لا يحل لرجل مسلم يطلع على دلسة مسلم إلا أخبره وأطلعه طلعها "
47- أخبرنا محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي بالفسطاط ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان الفقيه ،، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ،، نا أبو إبراهيم الترجماني ، نا إسحاق أبو الخطاب ، قال : " رأيت واثلة صلى على جنازة فكبر عليها أربعا "
مخ ۲۱