سوډان
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
ژانرونه
تعيين شرعي
1
تعطف صاحب المعالي الحاكم العام بتعيين صاحب الفضيلة الشيخ محمد نعمان الجارم قاضيا لقضاة المحاكم الشرعية بالسودان.
الخرطوم في 21 إبريل سنة 1932. «غازيتة الحكومة السودانية عدد 561 في 15 مايو سنة 1932». (5) الإدارة الأهلية
قال ألين إيرلندي في كتابه «مناطق الشرق الأقصى» طبعة 1905 صفحة 71 بالإنكليزية:
مما يخطئ فيه الأوربيون في الشرق أنهم يعملون على نشر المدنية الغربية وإزالة الأساليب الوطنية، بدلا من استغلالها: يوجد طريقان تستطيع الحكومة أن تسلكهما - الأول هو أن تبدأ بالأشياء التي تجدها، نابذة ما هو خطر وظالم منها، مؤازرة ما هو صالح من عادات أهلها، تاركة النظام والتشريع للمناسبات. فإذا بدت حاجات جديدة كان لزاما على الحكومة أن تفحصها، وأن تهيئ لها من الإجراءات ما يتفق مع حالتها ومكانتها، بدلا من استيرادها من الخارج. ومن أجل أن لا تكون هذه الإجراءات مضادة للعادات الوطنية، يجب العمل على الفوز برضاء الأهالي قبل تنفيذها. حقيقة إن التقدم بهذه الوسيلة يكون بطيئا، وإن النظام المنشود لا يعد مقبولا من وجهة نظرنا. ولكنه يكون في الواقع هادئا وثابتا، وتكون الثقة في ازدياد، ولا يكون هناك شعور بنير أجنبي موضوع على أكتافهم. والطريقة الثانية هي اكتساح القديم وإدخال نظام يؤثره الأوربيون؛ كأن يوضع قانون للعقوبات على آخر طراز أو نظام للضرائب والبوليس مأخوذ عن الغرب بما فيه من مزايا ومبادئ. ومن غير التفكير في كيف ينطبق هذا على الظروف المحلية.
ويرى لورد لوجارد في كتابه «الانتداب» وآخرون من رجال الإدارة الأوربيين في أفريقيا الأخذ بالطريقة الأولى «على أنه إذا كان من الحكمة حكم الوطنيين على مقتضى أساليبهم مع تعديلها بحيث لا يطبق منها ما يعد مناقضا للإنسانية - فإن طبيعة النظم الوطنية تكون مثار البحث والتشاور - أليست هذه الأساليب مؤسسة على عناصر الوحشية والجهل، وإنه إذا أخرج منها العناصر المضادة للإنسانية فإن الباقي منها لن تكون له قيمة ويفقد انسجامه، كما أنه يتسائل من ذا الذي يحكم بمقتضى هذه الأساليب الوطنية وما هي مؤهلاته؟» •••
لقد نهجت الحكومة السودانية في العهد الأخير خاصة منهج الحكم بواسطة مشايخ القبائل
2
بإعطائهم سلطة قضائية وشيئا من السلطة التنفيذية «البوليسية»، وتقوم هذه الفكرة على أساس تخفيض نفقات الإدارة، وتخفيف المسئولية عن الحكومة المركزية، وإنشاء وحدات من القبائل، وإبعاد الكراهة للحكام الإنكليز أو المباشرين. ويقول مستر هارولد ماكمايكل - السكرتير الإداري السابق للحكومة السودانية وحاكم تنجانيقا - في كتابه «السودان الإنكليزي المصري» ص235: إن السوداني - سواء أكان عربيا أم لا دينيا، فإنه يؤثر الإداري الذي يتولى حكمه. فهو يثق به أكثر من سواه. ولكنه لن يمنحه الاحترام والتبجيل الذي يبديه لشيخ قبيلته، فإنه بحسب عقيدته يمقت من كل قلبه الأجنبي، ويعتقد فيه أنه لا يفهم دينه، وأن عاداته لا يقبلها الذوق.»
ناپیژندل شوی مخ