295

سوډان

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

ژانرونه

وتأثير ذلك على نيل فيكتوريا هو تأخير موعد النهاية العظمى والنهاية الصغرى. والنهاية العظمى أمام بحيرة كيوجا تحصل في يونية والصغرى في يناير وفبراير ، بينما النهاية العظمى خلف بحيرة كيوجا تكون من أغسطس إلى نوفمبر، والصغرى في مارس.

أما في حالة بحيرة ألبرت فإن متوسط ما يدخلها من ماء نيل فيكتوريا يقرب من ضعف ما يتسرب من حوضها وما يخرجه منها نيل ألبرت أو بحر الجبل يزيد بقدر الثلث عما يدخلها من مياه نيل فيكتوريا ويبلغ التبخر

هذه المقادير، بينما يبلغ ما يسقط عليها من الأمطار مباشرة خمسها، وتحدث النهايتان العظمى والصغرى متأخرتين شهرا على التقريب عن حصولهما بنيل فيكتوريا.

وما تقدم هو نتائج عامة استخلصت من المعلومات الحالية القليلة عن المباحث المائية لصعيد البحيرات، وتحتاج للتأكيد ولزيادتها بأرصاد تفصيلية تؤخذ باستمرار في سنين كثيرة. وهو ما يقوم به الري المصري في السودان. •••

أما ما سجل من مناسيب النيل في مصر فيرجع إلى سنين عديدة، ولكن القديم منها عن سنة 1872 غير مستوف؛ إذ ليس به إلا مناسيب مبعثرة. وتوجد مجموعة للنهايات العظمى والصغرى للمناسيب عند القاهرة من سنة 641 إلى سنة 1450 ميلادية تكاد تكون كاملة. ومما يلفت النظر في هذه المعلومات أن الفيضانات كانت أعلى من المتوسط في مدة طويلة تقرب أحيانا من الخمسين عاما، وأقل منه في فترات أخرى، كما يحتمل حدوث فيضانات منخفضة جدا بين مجموعة من الفيضانات العالية وبالعكس. وقد فحصت هذه السجلات للوقوف على هل كانت الفيضانات العظيمة دورية وقد استنتجت منها أطوارا قصيرة. وتطمس الاختلافات معالمها لدرجة تصبح معها عملية التنبؤ عديمة الفائدة.

وتوجد علاقة بين الأحوال الجوية لجنوب المحيط الطلسي وبين فيضان النيل، ولكن لم يتيسر حتى الآن عمل تنبؤ عن الفيضان يمكن الاعتماد عليه في الأغراض العملية. وعلى كل فقد يمكن في يوم من الأيام بتقدم علم الظواهر الجوية، وبالوقوف بالتفصيل على حقيقة العامل الذي ينشأ عنه الفيضان أن يستنتج تنبؤ دقيق عن حال الفيضان قبل حدوثه ببضعة أشهر. وتزداد قيمة هذا التنبؤ بازدياد مناطق الري في وادي النيل.

ويمكن عمل تنبؤات يعتمد عليها في حال انخفاض النيل قبل حدوثه ببضعة أشهر، ففي شهر ديسمبر مثلا يمكن عمل تنبؤات عن حالة النيل على العموم بمصر لغاية شهر مايو. ولكن ابتداء الأمطار في صعيد الحبشة يجعل هذه التنبؤات بعد هذا الميعاد غير مؤكدة، وكذلك يمكن عمل تنبؤات لمدد قصيرة مبنية على حساب التصرفات والمناسيب الأمامية بدرجة عظيمة من التحقيق.

وتعمل تنبؤات من هذا القبيل باستمرار؛ لتساعد على وضع برنامج الري ولملء خزان أسوان وتفريغه. (3) المناخ

إن اتساع مدى حوض النيل ارتفاعا وعرضا ينشأ عنه اختلاف عظيم في المناخ، وللحوض على وجه التقريب ثلاثة أقسام رئيسية من المناخ، وهي منطقة البحر الأبيض المتوسط، والمنطقة الصحراوية، والمنطقة الاستوائية. وحدود هذه المناطق ليست معينة، ولكن يمكن القول على وجه التقريب إن منطقة البحر الأبيض المتوسط تشتمل على الدلتا، وتمتد مسافة قصيرة في صعيد مصر، وإن المنطقة الصحراوية تشمل جزءا من صعيد مصر وشمال السودان، وتمتد تقريبا حتى العطبرة، وإن المنطقة الاستوائية هي ما بقي من الحوض.

وأهم ما بني عليه هذا التقسيم هو الدورة الجوية، وللقسم الاستوائي أحوال متعددة من حيث سقوط الأمطار والرطوبة ودرجة الحرارة، وهي العوامل المباشرة في التأثير على الحياة فيه. ومميزات النصف الشمالي من هذا الحوض درجة الحرارة، وانخفاض درجة الرطوبة ، وقلة الأمطار، ويندر وجود الماء بعيدا عن الأنهار في فصل الجفاف حتى في سهول جنوب السودان.

ناپیژندل شوی مخ