سوډان
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
ژانرونه
ويمكن عد بحر الزراف شعبة لبحر الجبل؛ لأنه ينبع من مستنقعات شرق بحر الجبل ويتصل به بقناتين حفرتا بالكراكات في سنتي 1910 و1913، فماؤه مستمد من بحر الجبل.
أما بحر الغزال فيمد النيل الأبيض بقدر يسير من الماء بالرغم من اتساع مساحة حوضه الغزير الأمطار. وأكبر تصرف قيس في مصب بحر الغزال هو 90 مترا مكعبا في الثانية وقد يجري أحيانا في الاتجاه المضاد، أي من النيل الأبيض إلى بحيرة تو. أما نهيرات خط تقسيم مياه نهري النيل والكونغو، فتجري في سهول السودان، حيث تكون مستنقعات يضيع أغلب مائها بالتبخر وبامتصاص النباتات لها.
ويعادل تصرف بحر الجبل والزراف وبحر الغزال الفرق بين تصرف النيل الأبيض عند الملاكال وتصرف مصب السوباط؛ ولذا سمي هذا المجموع في الجدول تصرف المستنقعات.
واذا أهملنا ما يأتي به بحر الغزال؛ فإن جميع الماء الذي يجري ويصل إلى أطراف المستنقعات يأتي من البحيرات العظمى ومن منحدرات صعيد البحيرات مارا بمنجلا، ولا يصل إلى نهايات المستنقعات من التصرف المار بمنجلا إلا نصفه، وهي نسبة متغيرة، ففي السنين العالية تزيد النسبة المئوية للضائع وتقل حين انخفاض النيل.
وللمستنقعات تأثير آخر، وهو إعاقة جميع التغييرات عدا الرئيسية منها، وإطالة الزمن الذي تستغرقه تغيرات التصرفات بمنجلا ليكون تأثيرها محسوسا في نهاية المستنقعات. ويبلغ هذا الزمن من ثلاثة إلى أربعة شهور، ولكنه يقل حينما تكون المناسيب واطئة جدا عند جفاف جزء كبير من المستنقعات.
وإذا راعينا الفترة التي يستغرقها سير الماء نجد أن التصرف الشهري عند نهاية المستنقعات لا يزيد بحال من الأحوال على كمية الماء المارة بمنجلا، وعليه فقد كانت المستنقعات دائما سببا في ضياع الماء، ولم تكن كخزانات في وقت من الأوقات.
وبهذه المناسبة ندون فيما يلي أقل تصرفات السنتين 1922 و1923:
المتوسط الشهري للتصرف بالمتر المكعب في الثانية
منجلا
المستنقعات - الملاكال - السوباط
ناپیژندل شوی مخ