267

سوډان

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

ژانرونه

ويمكن القول إن سقوط الأمطار يحدث في منطقة تتبع سير الشمس شمالا وجنوبا متأخرا شهرا أو شهرين، ويعزى أصل الكثير من أمطار حوض نهر النيل إلى الجزء الجنوبي من المحيط الأطلسي.

ويمكننا تقسيم ماء النيل إلى قسمين: قسم تحمله نهيرات تنبع في الحبشة، والآخر يأتي به بحر الجبل من صعيد البحيرات. ولا يتسرب الكثير من الأمطار التي تسقط بالسودان إلى النيل؛ لأن أكثرها إما أن يتبخر أو تمتصه النباتات في موقع سقوطه، ويعزى هذا إلى استواء أكثر أراضي السودان.

وأهم أنهر الحبشة هي النيل الأزرق والعطبرة والبارو، ولها مميزات أنهر الجبال؛ إذ ترتفع ارتفاعا سريعا في فصل الأمطار مع تغييرات كبيرة، وتحمل كميات عظيمة من الماء، أما بعد فصل الأمطار فيقل جريانها في سرعته كما يحدث عادة في العطبرة وفي الرهاد والدندر، إذ يقف جريان الماء فيها لمدة تزيد على نصف السنة، وتجف مجاريها إلا في برك منعزلة، وماء هذه الأنهر تكون في أثناء الفيضان مشبعة بالطمي مما يجعل خزنها في الخزانات من أصعب الأمور.

ويستمد النيل الأعظم أكثر مائه من النيل الأزرق الذي يبلغ معدل تصرفه عند مدينة الخرطوم 1640 مترا مكعبا في الثانية بين سنة 1912 و1933، ولكن معدل تصرفه في شهر أغسطس 5690 مترا، ثم يتناقص حتى يبلغ 100 متر مكعب في الثانية من شهر إبريل.

أما في شهر سبتمبر الذي يبلغ فيه النيل الأعظم أعلاه، فإن نسبة ما يستمده من الماء على التقريب كالآتي:

69٪ من النيل الأزرق، و17٪ من النيل الأبيض، ويأتي المجرى الأصلي للنيل الأزرق من بحيرة تانا، لكنه لا يستمد ماء كثيرا منها؛ لأن متوسط التصرف من البحيرة يبلغ 120 مترا مكعبا في الثانية.

ويبلغ الفرق بين أعلى وأقل منسوب للنيل الأزرق عند الروصيرص التي هي أبعد نقط القياس عليه نحو تسعة أمتار. أما في رافد العطبرة عند خشم القربة فإن متوسط فرق المنسوبين يقرب من خمسة أمتار.

ويبين الجدول الآتي في الصفحة التالية متوسط التصرف الشهري في بعض المحطات المهمة في حوض النيل، وقد بني على التصرفات المقيسة بالرغم من استعمال مناسيب النيل في بعض الأحيان بوضع الأوساط العديدة للتصرفات المقيسة:

بحر الغزال.

معدل المتوسطات الشهرية لتصرف النيل ونهيراته الرئيسية بالمتر المكعب في الثانية سنة (1912-1933)

ناپیژندل شوی مخ