225

سوډان

السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)

ژانرونه

وقال الضباط المصريون بالخرطوم: «لا ننزل من السودان إلى مصر إلا بأمر من ملك مصر، الذي هو الرئيس الأعلى للجيش المصري، والذي حلفنا له يمين الطاعة؛ ولذا نرفض الانسحاب ما لم يصل إلينا أمر الانسحاب من الحكومة المصرية نفسها.»

وكان الموقف دقيقا، وكان وزير الحربية صادق يحيى باشا، فندب المرحوم الميرالاي محمد أمين هيمن

3

بك فسافر على طائرة إنكليزية من القاهرة إلى الخرطوم يحمل إلى الجيش أمرا بالعودة.

فوصل ومعه الأمر في منتصف ليلة 27 نوفمبر، واستقل الجيش القطار في صباح يوم أول ديسمبر سنة 1924 وعاد إلى مصر. (7) الجنود السودانية تؤازر الجيش

وكان في الخرطوم في الوقت نفسه نحو بولك من الأورط السودانية. فتجمع جنوده ورجاله وتظاهروا واقتحموا المخازن وأخذوا البيارق، وقابلهم محافظ الخرطوم، وأعلنوا لديه انضمامهم إلى الأورطة الثالثة المصرية. ولم يلبوا دعوته إلى السكينة وقد التقوا في مسيرهم بنطاق من الجنود البريطانية.

وكان الجنرال هدلستون نائبا للسردار فأنذرهم بأن يعودوا وأن ينفضوا، فرفضوا، فأمر بإطلاق النار عليهم، فردوا على القوة عند الاسبتالية العسكرية، وقتلوا بعض الجنود الإنكليزية، وتحصنوا في الاسبتالية، ثم أخذوا يهربون منها ليلا.

وقد حاولت جماعات من الأورط السودانية اقتحام الكوردون فلم تفلح.

وقد قبلت الأورطة الرابعة المصرية في 24 و25 نوفمبر - وكانت معسكرة بالخرطوم نفسها - السفر إلى مصر عن طريق بورسودان، وسافرت فعلا من غير مقاومة أو معارضة.

أما الأورطة الثالثة والطوبجية بالخرطوم فقد أبت الإذعان لأمر نائب الحاكم العام للسودان. حتى وصل إليها الأمر المشار إليه، فسافرت صباح يوم أول ديسمبر سنة 1924 من الخرطوم بالسكة الحديد.

ناپیژندل شوی مخ