سوډان
السودان من التاريخ القديم إلى رحلة البعثة المصرية (الجزء الثاني)
ژانرونه
منذ شهر يوليو سنة 1924 ندب كثير من الضباط السودانيين من أورطهم للخدمة في الخرطوم وأم درمان. وعند صدور الأمر للجيش المصري بالانسحاب من السودان، أظهر الضباط السودانيون رغبتهم في مرافقة المصريين في سفرهم إلى مصر. واجتمع جنود سودانيون مع ضباطهم السودانيين، وهم المرحوم الملازم أول سليمان محمد والمرحوم الملازم الأول عبد الفضيل ألماظ، والملازم الثاني المرحوم حسن فضل المولى، والملازم الثاني علي البنا، والمرحوم الملازم الثاني ثابت عبد الرحيم، والملازم السيد فرح وكانوا بلوكا، أي 120 جنديا وستة ضباط، وفي أثناء مسيرهم في شارع غوردون ومعهم سلاحهم للانضمام إلى الجيش المصري بالخرطوم بحري، تصدى لهم الجيش الإنكليزي عند المستشفى العسكري بشارع غوردون بالقرب من كوبري النيل الأزرق. وأمر قومندان قسم الخرطوم الجنود بالعودة. فلم يذعنوا. فأطلق الجيش الإنكليزي الرصاص على الجنود السودانيين للتهديد. فرد البلوك السوداني. وبقيت الحركة 24 ساعة. ومات الضابط عبد الفضيل ألماظ. وهرب بعض الجنود إلى بلادهم بجبال النوبة. وقبض على الآخرين وأفرج عنهم. أما الباقي فحكم على خمسة منهم وهم: سليمان محمد، وحسن فضل المولى، وثابت عبد الرحيم، وعلي البنا بالإعدام، نفذ الحكم على الثلاثة الأولين، واستبدل الحكم بالنسبة لعلي البنا بالسجن 15 سنة.
واختفى الضابط السيد فرح، وأفرج عن حضرة علي البنا أفندي، ووصل في هذا العام إلى القاهرة، وقد تقرر تعيينه في وظيفة كتابية في مصلحة الأملاك الأميرية بمصر بعد سجنه لمدة عشر سنوات، قضى منها خمسة في سجن الخرطوم، وخمسة في سجن واو، وكان بسجن واو علي عبد اللطيف وعبيد الحاج الأمين، الذي توفي في 5 يوليو سنة 1932 متأثرا بالحمى السوداء، ومحمد المهدي خليفة أفرج عنه سنة 1935، ومحمد عيد النجيت قضى سنة ونصفا في واو، وأفرج عنه سنة 1931، أما علي عبد اللطيف فقد مرض بقواه العقلية وهو الآن في سجن المجاذيب. (6) جمعية الاتحاد السوداني
أنشئت في أغسطس سنة 1924 جمعية الاتحاد السوداني برياسة أحمد أمين المصري المترجم وأعضاء من الضباط السودانيين بالمعاشات والخدمة، ومحمد أحمد راشد مترجم «مصري»، كان يطبع المنشورات. وتألفت هذه الجمعية بعد القبض على جمعية اللواء الأبيض. وقد حكم على أحمد أمين بالحبس سبع سنوات، وبسجن محمد أحمد راشد لمدة سنتين، وقد أفرج عنه بعد شهرين.
ولقد وجه مستر لالسبوري، العضو في البرلمان الإنكليزي، إلى وزير الخارجية البريطانية في مجلس النواب البريطاني السؤال الآتي يوم 18 مارس سنة 1925:
كم عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم السلطة البريطانية في السودان في الأشهر الستة الماضية بتهم سياسية؟ وكم عدد الذين أخرجوا من السودان، وما هي التهم التي اتهموا بها؟ وهل من بينهم موظفون في الحكومة؟ وهل يريد الوزير أن ينشر أسماء الموظفين الذين أبعدوا والذين اعتقلوا ونوع التهم الموجهة إليهم؟
فأجابه مستر تشمبرلن وزير الخارجية بما يلي:
قبض على أربعة وتسعين شخصا بتهم تعاقب عليها قوانين السودان منذ وقعت اضطرابات شهر أغسطس الماضي «أي في سنة 1924». وكانت للتهم علاقة بهذه الاضطرابات. وأعيد إلى مصر، في المدة ذاتها، مائة وخمسة وعشرون شخصا كانوا حميعهم تقريبا موظفين في حكومة السودان. وسبب إعادتهم هو أن وجودهم في السودان كان خطرا على الراحة العامة. وقد سويت علاقاتهم وفاقا لشروط خدمتهم فنالوا ما يستحقونه من المعاشات أو المكافآت، كما كانوا قد انقطعوا عن العمل بسبب المرض، ولكنهم لو حكم عليهم في محكمة تأديب أو محكمة نظامية لما نالوا شيئا.
وليس لدي المعلومات المطلوبة في القسم الأخير من السؤال.
الفصل العشرون
الجيش المصري
ناپیژندل شوی مخ