كل حلم أتى بغير اقتدار
حجة لاجئ إليها اللئام
كما قال عن نفسه هو: «ولا أصاحب حلمي وهو بي جبن.»
والعرب ضربت المثل بحلم معاوية حتى رووا عنه الحكايات الكثيرة، منها: أنهم خاطروا رجلا مرة على مال يؤدونه له إذا أضحك معاوية وهو في موكب الجمعة، فاجترأ ذلك الرجل عليه وسلم من العقاب، ثم مضى معاوية لسبيله وقام ابنه يزيد فخاطروا الرجل على مثل ذلك فلقي حتفه، فقال فيه من شهد المشهدين: «قتله حلم معاوية.»
قال الفرزدق يصف رهطه:
أحلامنا تزن الجبال رزانة
وتخالنا جنا إذا ما نجهل
أما معاوية فكانت أيام ولايته حلما فقلما غضب، وإن كان للغضب وقت فعند معاوية لا مجال لدخول الغضب إلى أعماق نفسه، فكأن بيت عنترة - إذا صحت نسبته إليه - كان دستور ذلك الخليفة الداهية، قال عنترة:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ناپیژندل شوی مخ