قال: كنت رفيقه في السفر الذي يستدل به على مكارم الأخلاق؟
قال: لا.
قال: عاملته بالدينار والدرهم الذي يستبين به ورع الرجل؟
قال: لا.
فقال عمر: أظنك رأيته قائما في المسجد يهمهم بالقرآن، يخفض رأسه طورا ويرفعه أخرى؟
قال: نعم.
قال: اذهب فلست تعرفه.»
فبالعمل الصالح أمرت وتأمر الأديان، وهذا ما كان ينظر إليه دعاتها الأولون الذين تركوا لنا هذا الكلام المأثور الخالد.
وفي الحكايات المأثورة عن الفرس هذه القصة عن العمل الصالح : «رأى رجل ساعة القيامة في منامه، كان المذنبون يحملون خطاياهم على رءوسهم ليقدموا الحساب عنها، وكان الميزان في الوسط، في كفتيه الموازين والأعمال، والناس جميعا من الملوك إلى الدراويش، من الأقوياء إلى الضعفاء مشغولون بأعمالهم، وكان كل نبي يحدث أمته قائلا: لقد بينت لكم أحكام الله، وحدثتكم عن يوم الحساب، وأمرتكم بالمعروف ونهيتكم عن المنكر، ثم دعوتكم إلى عبادة ربكم وطاعته، فبأي الأحكام عملتم؟ وأي الأوامر أطعتم؟
وفي أثناء ذلك رأى النائم رجلا قد اتشح بثوب أزرق وعلى رأسه تاج الجنة، وقد جلس في ظل العرش الأعظم، فمر به الرجل وسأله: أي عمل صالح قدمت في دنياك حتى كانت لك هذه الآخرة الصالحة؟
ناپیژندل شوی مخ