155

سبل ومناهج

سبل ومناهج

ژانرونه

فضحك الفتى وضحك أخواه، فتجرأ وقال: س، فقلت: ك؟ فقال: نعم. ر، فقلت: ألف، وقال : ن.

فقلت : ما شاء الله! هذا هو رب البيت الذي يطلب منا تهذيب أولاده، يريد منا أولادا مهذبين وهو كما وصفه ابنه، ومع ذلك إذا رأى بنيه لا يتعلمون يأتي المدرسة بكل وقاحة ويتساءل أمامنا: لا أدري على من طلع هذا الصبي؟!

خرج عليك يا سيدي، الديك الفصيح من البيضة يصيح، إن من يتخرج من مدرستك هيهات أن يستفيد عندنا، فإذا شئت أن يكون لك أولاد صالحون فأصلح نفسك، الأم وحدها لا تربي، واعلم أنك لا تستطيع أن تحمل بطيختين بفرد يد. فأما ملذاتك وشهواتك، وأما تربية بنيك وبناتك، التربية تكون بالمثل، فالزم بيتك واسهر على تربية أسرتك، ومتى رأوك تفتش خزانتها قبل أن تتوجه إلى السبق وغيره، تعلموا منك هذه الفضيلة، وإذا رأوك تزدري أمهم أمامهم ازدروك وازدروها واحتقروكما معا.

رشادك يا سيدي، خذ حذرك يا صاحبي، أما بلغك بعد أن المرأة أعطيت حقوقها، فقد مضى الزمن الذي كنت تتعنفص فيه لأنك رجل، ستمشيان معا بعد غد، رجلها ورجلك إلى صندوقة الاقتراع فتنتخب هي كما تنتخب أنت، وقد تصير هي نائبة ولا تصير أنت، وهناك النائبة العظمى، فدارها ما دمت في دارها.

قالت لي إنك أنفقت ثروتها على ملذاتك، ثم زهدت بها حين أفلس وجهها وجيبها، فحاسب ذمتك يا صاحب، أما وقد أكلت المال فلا أقل أن تترفق بالحال ... إن الأبوة حمل ثقيل حتى على الحيوان الأعجم، فكن على الأقل كذكر النعام إذا كنت لا تريد أن تكون إنسانا ... وإلا فلا تطمع بالبنين الصالحين، فالابن سر أبيه.

العوسج يا أفندي لا يطعم تينا ولا القطرب عنبا، ما لك علي يمين ومع ذلك أحلف لك أنني أحكم على الآباء والأمهات من مراقبتي أبناءهم، إني أعرف البيت من مسلك الأولاد.

قد تتساءل وتقول: ما لهذا الواعظ، أهو خال من العيوب؟! لا يا أخي، ولكني لا أطلب من أولادي إلا ما أكلف به نفسي، لا أغرق بالأوحال حتى ركبتي وأقول لهم: توقوا الوحل يا أولاد.

أنا لا أطلب منك أن تكون حبيسا في صومعة ، ولكن أمن العدل أن تحبس زوجتك في قفص وتفرفر أنت؟

إني أطالبك بما ألزمت نفسك به حين قيدت نفسك، فلو كنت أعزب لنجوت من هذا التوبيخ، وأما أن تتزوج وتخلف وتصير أبا وجدا وتظل راكبا على رأسك فهذا كثير، فالله أسأل أن يهديك أو أن يقصر مدى غوايتك، فبطن الأرض خير لك من ظهرها.

الشباب التائه

ناپیژندل شوی مخ