135

سبل ومناهج

سبل ومناهج

ژانرونه

إن بيتا تخرج من أبوابه الأرغفة، تدخل من شبابيكه وطاقاته النعمة، فلا تغلقوا أبوابكم لئلا يغلق الله باب نعمته عليكم.

الزكاة في الإسلام والعشر في المسيحية فرضا للإنماء والتخمير، ولو روعيا ما كان في الدنيا فقير، وما كانت هذه الثورات الفكرية.

لحكمة أزلية خلقت حبة الحنطة مقسومة، لك نصفها والنصف الآخر لأخيك المحتاج. هكذا قال فيلسوف المعرة.

كن محبا، فالمحبة الخالد فينا تغذي روح الخليقة جمعاء، وبإرادتها تحول كل عشبة عروقها الخضراء نحو الشمس.

كن لطيفا

الأدب عدة وبه يستغنى عن العدد، فلا خوف على الأديب في حرب المعاش، فأدبه يغنيه عن كل شيء حتى رأس المال، لسنا نعني هنا إلا أدب السلوك، فالأدب الذي في الكتب قتلناه بحثا، ناهيك أنه لا خوف علينا من عنترة إن لم نفهمه كما يتطلب منهاج البكالوريا، وإنما الخوف كل الخوف من المتعنترين الذي لسانهم مسدس وساعدهم عصا وأصابعهم سكاكين وخناجر، فنحن أحوج ما نكون إلى الأدب لتسلم رءوسنا.

لا يهمني أن أفلسف للناس كما يهمني أن أضع أصابعهم على الدمامل التي نحملها على رقعة من جلدنا الاجتماعي، فتحت ثيابنا الحديثة لا يزال يكمن إنسان الكهوف، إذا ارتكب أحدنا جرما فكثيرا ما يقول في معرض الدفاع عن نفسه: فلان استفزني. ومعنى قوله «استفزني» أنه سمع منه كلمة لم تعجبه، وكيف لا يصيح ويثور ويضرب ويجرح؟! والشاعر الحكيم يقول:

جراحات السنان لها التئام

ولا يلتام ما جرح اللسان

فإذا تتبعنا آثار الجنح والجنايات، رأينا أن سبب أكثرها كلمة جارحة يرسلها من يعوزه مثقال ذرة من اللطف، وما أصدق من قال: من وطأ كلمة وطأ جبلا. لاحظت وألاحظ أن الكلمة في الشر أفعل منها في الخير، تقضي سنوات عديدة لتكتسب صديقا، وفي دقيقة واحدة تجعل جميع الناس أعداءك إذا شئت، ارخ للسانك العنان فلا يبقى لك صديق وتغنم لقب السفيه.

ناپیژندل شوی مخ