خمسة غرامات من العادة.
وعشرة غرامات من المثابرة.
وثلاثة غرامات من حب عملك الذي تعمله.
امزجها جيدا واشرب كل صباح جرعة، ولا تنس أن تخض القنينة جيدا عند الاستعمال.
يجب أن نريد أولا، ثم نعود أنفسنا يوميا القيام بواجباتنا وإن كنا لا نحبها ونميل إليها، فإذا أردنا وثابرنا تعودنا، ومتى تعودنا أن نقوم بأعمالنا بدقة، وجدنا أنفسنا أقوياء في الشدائد نستطيع الصبر والمقاومة، والصبر والمقاومة ضمانة الحياة.
الأخلاق ضمان جماعي
دار بيت شوقي في الأخلاق على كل لسان حتى استفز الشاعر - رحمه الله - إلى ترديد هذا المعنى في قصائد عديدة من شعره الرائع، حقا إن الفقير خاصة لا رأس مال له إلا أخلاقه، فالرجل الفاضل - كما قال ابن سيراخ في سفر الأمثال - يتاجر بماله ومال غيره.
وأنا أعرف رجلا كان عندنا لا يملك شبر أرض وهو أخو عيلة وليس عنده عشا ليلة، ومع ذلك عاش ميسورا لائتمان الناس له على الكثير والقليل، عاش عمرا طويلا ولم يأكل قرش أحد من الناس، ولم تكن الدنيا تنسد بوجهه، بينا كان غيره من أصحاب العقارات الواسعة يعيشون في ضيق وضنك متى أصيبت حاصلاتهم بمحل أو ألمت بهم نكبة؛ لأنهم لم يكونوا يعطون رطل طحين ما لم يدفعوا ثمنه نقدا.
وأعرف عن هذا الفقير أيضا أنه كان هو دائما أحد المزكين، فالشرع العثماني كان يقضي في الدعاوى الحقوقية أن ترسل المحكمة إلى قرية الشاهد استعلاما يسمى «مستورة»، تطلب فيه تزكية الشاهد من رجلين لا يطعن في أمانتهما، حتى إذا لم يزكيا ذاك الشاهد تسقط شهادته، وكانت هذه التزكية سرية لا يعرف بها أحد، وكثيرا ما كان هذا الرجل الفقير الصادق لا يزكي أوجه القرية، حتى إنه لم يزك ابنه مرة لاعتقاده أنه لم يشهد بالحق.
إن الأخلاق الفاضلة هي ملاك حياتنا، وعليها ترسخ أساسات المجتمع؛ ولهذا شهد الله العظيم لرسوله الكريم في كتابه العزيز بقوله:
ناپیژندل شوی مخ