205

د لارښود او صحيح لارې

سبل الهدى والرشاد

ایډیټر

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، الشيخ علي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية بيروت

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م

د خپرونکي ځای

لبنان

سلطنتونه
عثمانيانو
متفق عليه [(١)] .
وفي رواية للبخاري: لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم، فأدخلت ما خرج منه وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين: بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا، فبلغت به أساس إبراهيم.
فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه. قال يزيد- هو ابن رومان [(٢)]: وشهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه فأدخل فيه من الحجر، وقد رأيت أساس إبراهيم حجارة كأسنمة الإبل.
قال جرير بن أبي حازم [(٣)]: فقلت له- يعني ليزيد بن رومان: أين موضعه؟ قال: أريكه الآن. فدخلت مع الحجر فأشار إلى مكان وقال: هاهنا. قال جرير: فحزرت من الحجر ستة أذرع أو نحوها.
وفي رواية عن سعيد بن مينا [(٤)] قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول: حدثتني خالتي- يعني عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقها بالأرض ولجعلت لها بابين: بابًا شرقيًا وبابًا غربيًا، وزدت فيها ستة أذرع من الحجر، فإن قريشًا اقتصرتها حيث بنت الكعبة» .
ولمسلم عن عطاء بن أبي رباح- رحمه الله تعالى- قال: لما احترق البيت زمن يزيد بن معاوية [(٥)] حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان، تركه ابن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يحرّبهم على أهل الشام، فلما صدر الناس قال: يا أيها الناس أشيروا عليّ في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما وهي منها؟ قال ابن عباس: إني قد فرق لي فيها رأي أن تصلح ما وهي منها وتدع بيتًا أسلم عليه الناس، وأحجارًا أسلم عليها الناس وبعث عليها رسول الله ﷺ. فقال ابن الزبير: لو كان أحدكم احترق بيته ما رضي حتى يجدّده فكيف ببيت ربكم؟ وإني مستخير ربي ثلاثًا ثم عازم على أمري. فلما مضى الثلاث أجمع أمره على

[(١)] أخرجه البخاري ٢/ ٢٨٧ كتاب الحج (١٥٨٥)، ومسلم ٢/ ٩٦٨ كتاب الحج (٣٩٨/ ١٣٣٣) .
[(٢)] يزيد بن رومان مولى آل الزبير أبو روح المدني. عن ابن الزبير وعروة. وعنه جرير بن حازم وابن إسحاق ونافع القارئ وطائفة. قال ابن سعد: كان عالما ثقة كثير الحديث. توفي سنة ثلاثين ومائة. الخلاصة ٣/ ١٦٩.
[(٣)] جرير بن حازم الأزدي أبو النّضر البصري أحد الأعلام. عن الحسن وابن سيرين وطاوس وابن أبي مليكة وخلق. وعنه أيّوب وابن عون وابنه وهب بن جرير وهدبة بن خالد وخلق. وثقة ابن معين إلا في قتادة. وقال أبو حاتم: صدوق صالح. مات سنة سبعين ومائة بعد أن اختلط، ولم يحدّث في حال اختلاطه. الخلاصة ١/ ١٦٢.
[(٤)] سعيد بن مينا بكسر الميم ومد النون مولى أبي ذباب أبو الوليد المكي. عن أبي هريرة وجابر. وعنه أيوب وابن إسحاق.
وثقة ابن معين، وأبو حاتم. الخلاصة ١/ ٣٩١.
[(٥)] يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. ولي بعهد من أبيه واستباح المدينة. فلم يمهله الله تعالى. هلك سنة أربع وستين.
الخلاصة ٣/ ١٧٧.

1 / 165