صبح الاعشی په صناعت انشاء کې

القلقشندي d. 821 AH
69

صبح الاعشی په صناعت انشاء کې

صبح الأعشى في صناعة الانشاء

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د خپرونکي ځای

بيروت

لأن الله تعالى لم يعلّمه الكتابة لتمكّن الإنسان بها من الحيلة في تأليف الكلام، واستنباط المعاني، فيتوسل الكفّار إلى أن يقولوا اقتدر بها على ما جاء به» . قال صاحب موادّ البيان: «وذلك أنّ الإنسان يتوصل بها إلى تأليف الكلام المنثور وإخراجه في الصّور التي تأخذ بمجامع القلوب، فكان عدم علمه بها من أقوى الحجج على تكذيب معانديه، وحسم أسباب الشك فيه» . وقد حكى أبو جعفر النحّاس «١»، أن المأمون قال لأبي العلاء المنقريّ: «بلغني أنك أمّيّ، وأنك لا تقيم الشعر، وأنك تلحن في كلامك» فقال: «يا أمير المؤمنين! أما اللحن فربّما سبقني لساني بالشيء منه؛ وأما الأميّة وكسر الشعر فقد كان رسول الله ﷺ أميّا وكان لا ينشد الشعر» . فقال له المأمون: «سألتك عن ثلاثة عيوب فيك فزدتني رابعا وهو الجهل، يا جاهل! ذلك في النبي، ﷺ فضيلة وفيك وفي أمثالك نقيصة» . قال الجاحظ: «وكلام أبي العلاء المنقريّ هذا من أوابد ما تكلّم به الجهّال» . على أن أصحابنا الشافعية ﵏ قد حكوا وجهين في أنه ﷺ هل كان يعلم الكتابة أم لا، وصححوا أنه لم يكن يعلمها معجزة في حقه كما تقدّم. قال أبو الوليد الباجي «٢» من المالكية: «ولو كتب، ﷺ لكان معجزة لخرق العادة، قال: وليست بأوّل معجزاته ﷺ» . وإذا كانت الكتابة من بين سائر الصّناعات بهذه الرتبة الشريفة والذّروة

1 / 72