EDITOR|
سؤالات أبي بكر البرقاني للدارقطني في الجرح والتعديل
تحقيق وتعليق مجدي السيد إبراهيم
مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع 3 شارع القماش بالفرنساوي - بولاق القاهرة - ت: 761962 -: 7685
مخ ۱
جميع الحقوق محفوظة لمكتبة القرآن
مخ ۲
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
الحمد لله...
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا..
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾ (١).
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا﴾ (٢).
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله، فقد فاز فوزا عظيما﴾ (3).
مخ ۳
[بين يدي الكتاب]
إن علم الجرح والتعديل من أشرف العلوم، وأعظمها قدرا، إذ به يفرق بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة، والأخبار المقبولة والمرفوضة، فما من فقيه إلا وهو إليه محتاج، وما من محدث إلا وإليه يلجأ ويستهدي، فالجرح والتعديل هو الميزان الذي يوزن به رجال الحديث، ويتعرف به على الراوي الذي يقبل حديثه، أو يرد.
ولقد اهتم علماء الحديث النبوي بعلم الجرح والتعديل حتى قال الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنهما: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.
وعلم الجرح والتعديل لا يدعيه كل إنسان أو حتى محدث، إذ لا بد أن تتوفر شروط في الجارح والمعدل، فلا يقبل الجرح والتعديل، إلا من عدل متيقظ، له أسباب تجريحه، ولا تقبل التزكية إلا ممن يعرف أسبابها.
ولقد تصدر جهابذة المحدثين من الأئمة الحفاظ لهذا العلم، كالإمام أحمد بن جنبل، والبخاري، والنسائي، وابن معين، وابن المديني، ومنهم الإمام الحافظ الدارقطني، ولا عجب في ذلك، فهو فريد عصره، ووحيد دهره، وإمام وقته، انتهى إليه علم الحديث، والمعرفة بعلله، وأسماء وأحوال رجاله مع الصدق، والأمانة، والفقه، والفطنة، وصحة العقيدة وسلامة المذهب.
مخ ۵
وهذه سؤالات أبى بكر البرقاني لإمام وقته أبى الحسن الدارقطني في الجرح والتعديل... وفقني ربى الكريم لتحقيقها ودراستها.
وسؤالات البرقاني من الكتب المهمة جدا في مجال الجرح والتعديل، سيما أنها لإمامين كبيرين، اشتهرا بالجرح والتعديل، ومعرفة الرجال وعلل الحديث، فنشر هذه السؤالات يسدي خدمة جليلة للمكتبة الحديثية، والسنة النبوية المطهرة، خصوصا وأنها تكمل سلسلة سؤالات الجرح والتعديل التي قيلت للإمام الدارقطني، فلقد أخرج الأستاذ موفق بن عبد الله بن عبد القادر (سؤالات الحاكم للدارقطني)، و (سؤالات حمزة السهمي للدارقطني)، وها نحن نخرج (سؤالات حمزة السهمي للدارقطني)، وها نحن نخرج (سؤالات البرقاني للدارقطني) وإن شاء الله في الطريق (سؤالات أبى عبد الرحمن السلمي للدارقطني).
وما التوفيق إلا من عند رب العالمين
مخ ۶
دراسة السؤالات
| 1 - تعريف عام بالسؤالات:
السؤالات عبارة عن تلميذ يسأل شيخه عن رجال حديث، أو علل متن إلى آخره، وتعتبر سؤالات أبى بكر البرقاني للدارقطني حلقة من حلقات متعددة، فقد سأل الدارقطني عدد من تلاميذه من كبار الحفاظ عن علل الحديث ورجاله، فأعطى فيهم حكمه جرحا وتعديلا، ولا عجب في ذلك، فلقد رأينا من يثنى عليه فيقول: (حافظ عصره، واحد دهره، لم يأت بعد النسائي مثله) إلى غير ذلك من عبارات الثناء والتفريط التي قيلت في حقه.
ومن أجل ذلك اتجه عدد من كبار الحفاظ والمحدثين إلى الإمام الدارقطني يسألونه عن علل الحديث، ومعرفة الرجال، ومن هؤلاء الحفاظ:
1 - أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي (المتوفى سنة 427 ه) صاحب تاريخ جرجان، حيث سأل الدارقطني عن علل الحديث، والجرح والتعديل، ومعظم الذين سأل عنهم إنما هم من شيوخ الدارقطني نفسه، أو من شيوخ شيوخه، فأعطى فيهم الدارقطني حكمه جرحا وتعديلا.
ومن الجدير بالتنويه أن الأستاذ موفق بن عبد الله، أخرج هذه السؤالات إلى عالم النور في طبعة محققة، ومفهرسة بدقة.
2 - سؤالات أبى عبد الله الحسين بن أحمد، في ذكر قوم أخرج لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما، وضعفهم النسائي في كتاب الضعفاء.
مخ ۷
3 - سؤالات أبى عبد الرحمن السلمي، مخطوطة، يسر الله لنا تحقيقها.
4 - سؤالات أبى بكر أحمد بن محمد الخوارزمي، المتوفى سنة 425 ه.
5 - سؤالات أبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني، المتوفى سنة 425 ه.
6 - سؤالات أبي ذر الهروي، المتوفى سنة 434 ه.
7 - سؤالات أبى محمد عبد الغنى الأزدي، المتوفى سنة 409 ه.
8 - سؤالات الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك، حققه الأستاذ موفق.
فسؤالات أبى بكر البرقاني ما هي إلا حلقة من حلقات متعددة، أخرج لنا فيها الإمام الدارقطني آراءه، وأفكاره في الجرح والتعديل، وعلل الحديث. ومعظم السؤالات تبدأ بقوله: قلت لأبي الحسن، وأحيانا: سمعت أبا الحسن، وتارة أخرى: وسمعت أبا الحسن، ونادرا:
وقال أبو الحسن. وأسلوب الدارقطني في نقده - في سؤالات البرقاني - هو نفس الأسلوب في سؤالات السهمي، والحاكم.
فأحيانا يكون نقدا كاملا، وهو أنه يحكم على الراوي بالجرح أو التعديل، بصفة عامة، كأن يقول مثلا: (ضعيف)، أو (متروك)...
إلى آخره.
وأحيانا يكون النقد من النوع المقيد، وهو أن يحكم على الراوي بالتعديل مع جرحه في جانب معين.
مخ ۸
وأحيانا يكون النقد في المتن، وهذا النقد ينبع من اطلاعه على سبب غامض خفى، يقدح في الحديث، وسنرى في كتابنا هذا بعضا من ذلك.
لا غرو في إشارة الإمام الدارقطني إلى علل المتون، فهو المتبحر في ذلك، والذي وصف كتابه في العلل، بأنه من أحسن كتب علل الحديث. وبانضمام هذا الكتاب مع باق السؤالات التي وجهت إلى الإمام الدارقطني تجاول تجميع السلسلة التي تركها لنا من نقده للرجال، وكلامه عن علل الحديث، والله الموفق للصواب.
مخ ۹
[ترجمة الإمام الدارقطني]
| (1) نسبه ونشأته:
هو الإمام الحافظ المجود، أبو الحسن، علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان البغدادي، من أهل محلة دار القطن ببغداد، وإليها ينسب.
ولد في سنة ست وثلاثمائة هجرية، ومنذ صباه بدا في طلب العلم من كبار علماء عصره، فلقد قال عن نفسه: كتبت في أول سنة خمس عشرة وثلاثمائة. فدرس الفقه الشافعي على أبي سعيد الأصطخري، وكان يحضر بصفة منتظمة إلى مجلس البغوي.
وبعد أن سمع شيوخ موطنه أخذ في الارتحال إلى البلدان، فرحل إلى أغلب الأمصار التي اشتهرت بعلو مكانة علم الحديث بها.
ومن الأشياء الطريفة في هذا الموضع أن أهله وعشيرته كانوا يرجون له أن يكون مقرئ البلد، فكانوا يقولون: يخرج الكتاني - هو أحد أقران الدارقطني في بلدته - محدث البلد، ويخرج الدارقطني مقرئ البلد، يقول الدارقطني: فخرجت أنا محدثا، والكتاني مقرئا.
وهكذا نشأ العلماء الدارقطني نشأة علمية طيبة، أهلته لأن يكون من شيوخ الإسلام.
| (2) شيوخ الدارقطني الذين تلقى عنهم:
لا يستطيع المرء أن يقوم بحصر العلماء الذين تلقى عنهم، لأن ذلك يحتاج إلى تأليف منفرد، ولكني سأذكر بعض هؤلاء العلماء، لتتضح صورة جلية عن شدة طلب الإمام الدارقطني للعلم.
مخ ۱۰
من شيوخه الذين حفظ عنهم، وسمع منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وإبراهيم ابن محمد بن الحسن، وأبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان، وأحمد بن سعيد بن سعد، وأبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن، أحمد بن عيسى بن الخواص، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو عبد الله أحمد ابن محمد الصلحي، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح، وأبو العباس أحمد بن محمد، المعروف بابن عقدة، وله ذكر في الكتاب الذي بين أيدينا، وأحمد بن محمد، أبو ذر المعروف بابن الباغندي، وأبو طلحة أحمد بن محمد الغزاري، وأحمد بن المطلب بن عبد الله الهاشمي، وابن مجاهد، شيخ القراء في عصره، وأبو طالب أحمد بن نصر البغدادي، وأبو محمد بن إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو محمد جعفر بن علي الدوري، وأبو الفضل جعفر بن الفضل، المعروف بابن حنزابة، وأبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني، وأبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي البصري، ودعلج بن أحمد السجستاني، وله ذكر في كتابنا هذا، والحافظ ابن قانع صاحب (معجم الصحابة)، والحافظ أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الأنبدوني الجرجاني، وأبو بكر عبد الله ابن محمد بن زياد، الفقيه الشافعي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وعمر بن أحمد بن مهدي ، وأبو الحسين محمد بن المظفر البغدادي، وأبو جعفر محمد بن الحسين الهمذاني، وأبو عبد الله محمد ابن إسماعيل بن إسحاق الفارسي، وأبو بكر الأنباري النحوي المعروف، وأبو جعفر محمد بن عبيد الله الكاتب، ومحمد بن عمر التميمي المعروف بابن الجعابي، وأبو عبد الله محمد بن القاسم الكوفي، وأبو عبيد الله محمد بن مخلد السدوري العطار، ومحمد بن هارون الحضرمي، المعروف بالبعراني، وأبو بكر محمد بن مزيد الخزاعي،
مخ ۱۱
والمعروف بابن أبى الأزهر، وأبو الحسن محمد بن نوح، وأبو محمد يحيى بن محمد، المعروف بابن صاعد، ويعقوب بن موسى الأردبيلي، وأبو طالب أحمد بن نصر، وإسماعيل بن العباس الوراق، والفضل بن أحمد الزبيدي، وأبو بكر بن أبي داود، وغيرهم كثير، فلقد حدث عن خلائق وأمم كثيرة. وهذا يدلل بوضوح لا مرية فيه أن الإمام الدارقطني كان ينهل من العلماء نهلا كبيرا، ويسعى في طلب العلم سعيا حثيثا.
| (3) تلاميذه الذين أخذوا عنه:
لما كان الدارقطني محدث عصره، وإمام وقته في الحديث، فلقد تسابق إليه التلاميذ، طلبا لتحصيل السند العالي، والمتون العزيزة، فلم يكن أمامهم من يأخذون منه هذا أكثر من الإمام الدارقطني.
والمرء يحار من يذكر من تلاميذه، ومن، فإنهم كثيرون جدا، ولكن على عجالة نذكر بعضهم، من تلاميذه: أبو بكر البرقاني صاحب السؤالات في كتابنا هذا، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو القاسم ابن بشران، والأزهري، والخلال، والجوهري، والتنوخي، وأبو بكر بن بشران، والعتيقي، وأبو الطيب الطبري، وحمزة بن محمد بن طاهر، وعبد العزيز الأزجي، وأبو عبد الرحمن السلمي له (سؤالات) مخطوطة، يسر الله لنا تحقيقها، والحاكم النيسابوري، وحمزة بن يوسف السهمي، وأبو محمد عبد الغنى الأزدي، وأبو ذر الهروي له جزء (مسموعات) يسر الله لنا تحقيقه، وأبو حامد أحمد ابن محمد الإسفراييني، وأبو مسعود إبراهيم بن محمد الدمشقي، وغيرهم كثير.
مخ ۱۲
| (4) مؤلفاته المطبوعة والمخطوطة:
1 - كتاب (العلل) في الحديث، منه نسخة مخطوطة في خزانة دار الكتب المصرية، تقع في خمسة مجلدات، وطبع حديثا، قال عنه الذهبي: إذا شئت أن تتبين براعة هذا الإمام الفرد، فطالع العلل له، فإنك تندهش ويطول تعجبك. انظر: تذكرة الحفاظ (3 / 993).
2 - كتاب (السنن) مطبوع أكثر من طبعة، قال عنه الخطيب: كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه، لأنه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام. انظر: تاريخ بغداد (12 / 35).
3 - كتاب (أحاديث الصفات أو الصفات) مطبوع.
4 - كتاب (أحاديث النزول) مطبوع.
5 - كتاب (الأسخياء) ذكره فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي (1 / 511).
6 - (عشرون حديثا من كتاب الصفات). أشار إليه في المصدر السابق، ويبدو أنه منتقى من الكتاب رقم (3). والله أعلم.
7 - كتاب (الرؤيا) ذكره فؤاد سزكين (1 / 511)، وصاحب طبقات الحنابلة (2 / 192).
8 - كتاب (ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته من الثقات عند البخاري) ذكره فؤاد سزكين (1 / 511).
9 - كتاب (غريب الحديث). المصدر السابق.
10 - كتاب (الإلزامات على صحيحي البخاري ومسلم) مطبوع.
مخ ۱۳
كتاب (الغرائب والأفرد) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (1394)، وفوائد سزكين (1 / 512).
12 - كتاب (الفوائد المنتقاة من الغرائب الحسان). فؤاد سزكين (1 / 513).
13 - كتاب (الفوائد المنتقاة الحسان لابن معروف).
المصدر السابق.
14 - كتاب (الفوائد المنتخبة والمنتقاة). المصدر السابق.
15 - كتاب (ذكر أسماء التابعين ومن بعدهم ممن صحت روايته عند مسلم) مطبوع.
16 - كتاب (أسماء الصحابة التي اتفق فيها البخاري ومسلم، وما انفرد به أحدهما عن الآخر) ذكره فؤاد سزكين (1 / 513).
17 - كتاب (رجال البخاري ومسلم) المصدر السابق.
18 - رسالة في (بيان ما اتفق عليه البخاري ومسلم، وما انفرد به أحدهما عن الآخر) فؤاد سزكين (1 / 514).
19 - كتاب (ذكر قوم أخرج لهم البخاري ومسلم في صحيحيهما وضعفهم النسائي في كتاب الضعفاء) المصدر السابق.
20 - كتاب (التتبع وهو ما أخرج على الصحيحين وله علة) أشار الأستاذ موفق بن عبد الله، إلى أنه حقق كرسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
21 - كتاب (المؤتلف والمختلف) أشار إليه فؤاد سزكين (1 / 514).
مخ ۱۴
22 - كتاب (الأحاديث التي خولف فيها الإمام مالك) يحققه الأستاذ موفق بن عبد الله لنيل شهادة الدكتوراه، من جامعة الإمام محمد بن سعد بالرياض.
23 - كتاب (سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني) مطبوع.
24 - كتاب (سؤالات حمزة بن يوسف السهمي للدارقطني) مطبوع.
25 - كتاب (السؤالات لأبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني) منه مخطوط بمعهد المخطوطات بمصر، يسر الله لنا تحقيقه.
26 - كتاب (فضائل الصحابة ومناقبهم) فؤاد سركين (1 / 515).
27 - كتاب (أخبار عمرو بن عبيد) المصدر السابق.
28 - كتاب (في بيان نزول الجبار كل ليلة رمضان، وليلة النصف من شعبان، ويوم عرفات إلى سماء الدنيا) المصدر السابق.
29 - كتاب (الإخوة والأخوات) أشار إليه الحافظ في التهذيب (8 / 421) وفؤاد سزكين (1 / 515) في تاريخ التراث العربي.
30 - كتاب (فيه أربعون حديثا من مسند بريد بن عبد الله ابن أبي بردة) أشار إليه فؤاد سزكين في المصدر السابق.
31 - كتاب (الأحاديث الرباعيات) المصدر السابق.
مخ ۱۵
32 - كتاب (تصحيف المحدثين) أشار إليه ابن خير الأشبيلي في فهرسة ما رواه عن شيوخه (481).
33 - (حديث أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المزكى النيسابوري عن شيوخه) المصدر السابق.
34 - كتاب (المدبج) المصدر السابق (487).
35 - جزء (الجهر بالبسملة في الصلاة) أشار إليه الفخر الرازي في كتاب (أحكام البسملة) بتحقيقنا، وانظر: تدريب الراوي (3 / 336).
36 - كتاب (المستجاد من الحديث) أشار إليه حاجي خليفة في كشف الظنون (55).
37 - كتاب (سؤالات أبى نعيم للدارقطني) مقدمة أطراف الغرائب، للمقدسي، مخطوطة بدار الكتب المصرية.
38 - كتاب (سؤالات أبي ذر عبد بن أحمد الهروي للدارقطني) المصدر السابق.
39 - كتاب (سؤالات عبد الغنى بن سعيد الأزدي للدارقطني) المصدر السابق.
40 - كتاب (القراءات) ذكره الخطيب (12 / 34) في تاريخه، وقال عنه: سمعت بعض من يعتنى بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى طريقته التي سلكها في عقد الأبواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراءة بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم، ويحذون حذوه.
مخ ۱۶
41 - كتاب (الضعفاء والمتروكين) مطبوع أكثر من طبعة.
42 - كتاب (الجرح والتعديل) نسبه له ابن حجر في التهذيب (2 / 14)، (5 / 267، 268).
43 - كتاب (غرائب مالك) نسبه له ابن حجر في اللسان (4 / 60، 77).
44 - (الذيل على التاريخ الكبير للبخاري) نسبه له السخاوي في كتابه الإعلان بالتوبيخ (220، 222).
45 - كتاب (ذكر من روى عن الشافعي) نسبه له أبو إسحاق الشيرازي في كتابه (طبقات الفقهاء) (103).
| (5) ثناء العلماء على الدارقطني:
* * قال الخطيب البغدادي رحمه الله:
(كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق والأمانة، والفقه والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب ، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث منها القراءات، والمعرفة بمذاهب الفقهاء، ومنها المعرفة بالأدب والشعر).
* * وقال أبو عبد الله الحاكم في كتاب (مزكى الأخبار):
(أبو الحسن صار واحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماما في القراء، والنحويين، وكان أحد الحفاظ).
مخ ۱۷
* * وقال الأزهري رحمه الله:
(كان الدارقطني ذكيا، إذا ذكر شيئا من العلم - أي نوع كان - وجد عنده منه نصيب وافر).
* * وقال أبو الطيب الطبري رحمه الله:
(كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث).
* * وقال عبد الغنى الأزدي رحمه الله:
(أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: ابن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، والدارقطني في وقته).
* * وقال شمس الدين الذهبي رحمه الله:
(إمام حافظ، مجود، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، صنف التصانيف، وسار ذكره في الدنيا، وكان من بحور العلم، ومن أئمة الدنيا، انتهى إليه الحفظ، ومعرفة علل الحديث ورجاله، مع التقدم في القراءات، وطرقها، وقوة المشاركة في الفقه، والاختلاف، والمغازي، وأيام الناس).
* * وقال السمعاني رحمه الله:
(كان أحد الحفاظ المتقنين المكثرين، وكان يضرب به المثل في الحفظ).
* * وقال ابن الجوزي رحمه الله:
(اجتمع له مع معرفة الحديث والعلم بالقراءات، النحو والفقه والشعر مع الإمامة والعدالة، وصحة العقيدة).
مخ ۱۸
* * وقال ابن كثير رحمه الله:
(من الحفاظ الأفراد، والأئمة النقاد، والجهابذة الجياد، إمام دهره في أسماء الرجال، وصناعة التعليل، والجرح والتعديل، وحسن التصنيف والتأليف، واتساع الرواية، والاضطلاع التام في الدراية، وكان من صغره موصوفا بالحفظ الباهر، والفهم الثاقب، والبحر الزاخر).
* * وقال ابن العماد الحنبلي رحمه الله:
(الحافظ الكبير، الإمام، شيخ الإسلام، إليه النهاية في معرفة الحديث وعلومه، وكان يدعى فيه أمير المؤمنين).
* * وقال حمزة الدقاق في أبى الحسن الدارقطني شعرا، منه قوله:
جعلناك فيما بيننا ورسولنا * وسيطا فلم تظلم ولم تتحوب فأنت الذي لولاك لم يعرف الورى * ولو جهدوا ما صدق من مكذب (6) وفاته:
هكذا بعد هذه الحياة الحافلة بخدمة السنة النبوية، والذب عنها، صعدت الروح الطيبة إلى بارئها، ليجزيها خير الجزاء وأحسنه. ففي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة هجرية، ارتحل الإمام الدارقطني عن دنيانا إلى دار الآخرة، وإن بقي حيا بيننا بأعماله الطيبة.
ولقد رؤى له بعد موته ما يجعل المرء يستبشر بما آل إليه حاله.
قال العالم العلامة، الحبر ابن مأكولا رحمه الله: رأيت في المنام ليلة من ليالي شهر رمضان كأني أسأل عن حال أبى الحسن الدارقطني في الآخرة، وما آل إليه أمره؟ فقيل لي: ذاك يدعى في الجنة بالإمام.
مخ ۱۹
أورده هذه الحكاية الخطيب البغدادي في تاريخه (12 / 40) بسنده، والله أعلم.
ولمزيد من التفصيل فعليك بالرجوع إلى المراجع والمصادر التالية: -
1 - تاريخ بغداد: (12 / 34).
2 - الأنساب للسمعاني: (2 / 438).
3 - وفيات الأعيان: (3 / 297).
4 - تذكرة الحفاظ: (3 / 991).
5 - العبر: (3 / 28).
6 - البداية والنهاية: (11 / 317).
7 - سير أعلام النبلاء: (16 / 449).
8 - النجوم الزاهرة: (4 / 172).
9 - شذرات الذهب: (3 / 116).
10 - هداية العارفين: (1 / 683). وغيرها.
مخ ۲۰
[التعريف بالإمام أبى بكر البرقاني]
| (1) نسبه ونشأته: هو الإمام العلامة،
الفقيه، الحافظ الثبت، شيخ الفقهاء، والمحدثين، أبو بكر، أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب، الخوارزمي، ثم البرقاني، الشافعي، صاحب التصانيف.
والبرقاني: بفتح الباء، نسبة إلى قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم، خرب أكثرها.
بدأ في السماع سنة خمسين وثلاثمائة بخوارزم، ثم ورد بغداد، فسمع مع كبار العلماء بها، وارتحل إلى جرجان، وإسفرايين، ونيسابور، وهراة، ومرو، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدث بها، وكان حريصا على العلم، منصرف الهمة إليه.
| (2) شيوخه الذين تلقى عنهم:
في خوارزم سمع من: ابن حمدان الحيري، ومحمد بن الضريس، وغيرهما. وفى هراة سمع من: أبى الفضل بن خميرويه، وبجرجان من الإمام أبى بكر الإسماعيلي، وفى بغداد سمع من: أبى علي بن الصواف، ومحمد بن جعفر البندار، وأبى بكر القطيعي، وابن كيسان، وغيرهم.
وفى دمشق سمع من: أبى بكر بن أبي حديد، وبمصر من الحافظ عبد الغنى، وعبد الرحمن بن عمر المالكي، وبنيسابور من أبى عمرو ابن حمدان، وأبى أحمد الحاكم.
مخ ۲۱