عن الاختلاط ببقية أمم العالم) (١)؛ فإن لذلك أهميته في مكانة الأمة الإسلامية وخيار أصلها وعنصرها وبخاصة ولاة أمرها، ولكن هذا لا يعول عليه ولا يعتدّ به إلا بشرط اعتناق الإسلام والاعتزاز يه والخضوع لحكمه واتباع منهجه في الحياة والنهوض بصدق وإخلاص بحمل رسالته.
ومما يدل على ذلك قول الرسول ﷺ: "تجدون الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". (٢)، ويروى عن عمر بن الخطاب ﵁ قوله: "إنا قوم أعزنا اللَّه بالإسلام فلن نلتمس العزّ بغيره" (٣)، وورد لدى الحاكم بلفظ: "كنتم أقل الناس فأعزكم اللَّه بالإسلام فمهما تطلبوا العز بغيره أذلكم اللَّه" (٤).
ومما يؤيد ذلك أيضًا أن ما تميز به العرب قبل الإسلام من صفات تدل على ما فيهم من صفات المروءة والشجاعة والكرم، وغير ذلك لم تمنعهم من معاداتهم للرسول ﷺ، ويشير محمد رشيد رضا بعد تناوله مزايا قريش وقوم الرسول وعترته إلى هذا الأمر فيقول: (ولكن هذه المعنوية كلها وجِّهت لمعاداته عليه أفضل الصلاة والسلام) (٥)، في بداية الأمر ثم