Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
ولا الطمع، ولا الجنة ولا النار، بل كثيرًا ما يستهزؤن بها ويسخرون بذكرها، فنقلوا عن رابعة العدوية البصرية أنها كانت تنشد:
" يعبدون الله خوفًا من لظى ... فلظى قد عبدوا لا ربنا
ولدار الخلد صلّوا، لا له ... شبه قوم يعبدون الوثنا " (١).
وذكرها العطار فقال:
" جاء إليها رجال من أهل الله فسألت أحدهم: لماذا تعبد الله؟
فقال: خوفًا من عقابه والجحيم التي برزت للغاوين.
فسألت الآخر فقال: طمعًا في جنته التي أعدت للمتقين.
فقالت: أما أنا فما عبدته خوفًا من ناره ولا طمعا في جنته فأكون كالأجير السوء بل عبدته حبًا له وشوقًا إليه " (٢).
وورد مثل هذا في روضة التعريف بالحب الشريف أيضًا (٣).
وروى الجلمي عنها أنها قالت:
" وعزتك ما عبدتك خوفًا من نارك ولا رغبة في جنتك، بل كرامة لوجهك الكريم ومحبة فيك " (٤).
وعلى ذلك قال المنوفي الحسيني بعد ذكر رابعة العدوية، وجويرية، ورابعة الدمشقية وغيرهن: " أولئك اللواتي طمعن في رحمة الله وأحببته لا رهبة من عقابه، ولا طمعًا في ثوابه " (٥).
وأنشدت أيضًا:
أحبك حبين حب الهوى ... وحبًا لأنك أهل لذاكا
فأما الذي هو حبّ الهوى ... فشغلي بذكرك عمّن سواكا (٦)
(١) ترصيع الجواهر المكية لعبد الغني الرافعي ص ٤٩ ط المطبعة العامرية ١٣٠١هـ. (٢) تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص ٤٢. (٣) أنظر روضة التعريف لوزير الدين بن الخطيب ص ٤٢٧. (٤) نفحات الأنس للجامي (فارس) ص ٥٤٤ ط إيران. (٥) جمهرة الأولياء للمنوفي الحسيني ج١ ص ٢٧٠. (٦) التعرف لمذهب أهل التصوف ص ١٣١، ١٣٢، قوت القلوب لأبي طالب المكي ص ٥٧ أيضًا روضة التعريف ص ٤٢٧، أيضًا نشر المحاسن الغالية لليافي ج ١ ص بعاصر جامع كروان كرامات الأولياء للشعراني ط دار صادر بيروت.
1 / 78