Studies in Sufism
دراسات في التصوف
خپرندوی
دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
ژانرونه
فخرج معه إلى البرية وضرب عليه مظلة وصار يطليه بالدهن ويطعمه ويسقيه ويحت الجرب منه بخرقة، فلما برئ حمل له ماء مسخنًا وغسلّه (١).
ثم علّق على صنيع الرفاعي هذا ساترًا إياه بقناع التقدس والتأله بقوله:
" كان قد كلفه الله تعالى بالنظر في أمر الدواب والحيوانات " (٢).
وليس ذلك فحسب بل ذكر عنه أبو الهدى الرفاعي أنه كان يبتدئ من لقيه بالسلام حتى الأنعام والكلاب، وكان إذا رأى خنزيرًا يقول له: أنعم صباحًا (٣).
وحكوا عن عبد الرحيم القناوي أنه رأى مرة في عنق كلب خرقة من صوف فقام له إجلالا.
لا ندري من أين أخذ الصوفية هذه الآداب والطرق لرياضة النفس وإذلالها؟
ومن الذي أمر بالإنكسار والتخشع والتذلل بين يدي الكلاب والخنازير؟ وما معنى قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ﴾ (٤).
وقوله ﷿: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ (٥).
ونذكر أخيرًا في هذا المعنى ما نقلوه عن علي سيرجاني أنه دعا الله يومًا بضريح شجاع الدين الكرماني أن يرسل إليه ضيفًا يأكل معه إذ جاء كلب فطرده، فهتف هاتف: تطلب ضيفًا ثم تطرده، فحزن جدًا وخرج للبحث عنه ووجده في برية، فقدم إليه طعامًا فلم يأكل، فتاب الشيخ إلى الله وأناب إليه.
فنطق الكلب: أحسنت يا شيخ، لو عملت هذا الصنيع بموضع غير ضريح الشيخ شجاع الدين لعوقبت عقابًا شديدًا (٦).
_________
(١) قلادة الجواهر لأبي الهدى الرفاعي ص ٦٢، أيضًا طبقات الشعراني ج ٢ ص ١١٢.
(٢) الطبقات الكبرى للشعراني ج ٢ ص ١١٢.
(٣) قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي وأتباعه الأكابر لأبي الهدى بالرفاعي ص ٦٢، ٦٣، أيضا طبقات الشعراني ج ١ ص ١١٢.
(٤) سورة الإسراء الآية ٧٠.
(٥) سورة التين الآية ٤.
(٦) تذكرة الأولياء للعطار ص ١٧١.
1 / 67