28

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

خپرندوی

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

ونقل ابن عجيبة الحسني عن أبي سليمان الداراني أنه قال: " أحلى ما تكون العبادة إذا لصق ظهري ببطني " (١). ومثل هذا ورد عن القوم في ترك الماء البارد والعذب، واجتناب اللحم، والتحرز عن الطيبات، فيقولون: " من شرب الماء لم يشتق إلى الجنة " (٢). وروى الكلاباذي والقشيري عن الجنيد أنه قال: " دخلت يوما على السري السقطي وهو يبكي فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: جاءتني البارحة الصبية فقالت: يا أبتي، هذه ليلة حارة، وهذا الكوز أعلقه ها هنا. ثم أني حملتني عيناي فنمت، فرأيت جارية من أحسن الخلق الخلق قد نزلت من السماء، فقلت: لمن أنت؟ فقالت: لمن لا أشرب الماء المبرد في الكيزان. فتناولت الكوز فضربت به الأرض فكسرته. قال الجنيد: فرأيت الخزف لم يرفعه ولم يمسه، حتى عفا عليه التراب (٣). وأما الشعراني فروى عن بعض مشايخ الصوفية أنه كان يقول: " مثقال ذرة من لحم تقسي القلب أربعين صباحا " (٤). وهناك حكايات أخرى سردها النفزي الرندي المتوفى ٧٩٢ هـ، منها ما نقله عن إبراهيم الخواص أنه قال: " كنت في جبل " لكام " فرأيت رمانا (فاشتهيته، فدنوت منه فأخذت واحدة

(١) الفتوحات الإلهية لابن عجيبة الحسني ص ١٥٤ ط القاهرة. (٢) المعارضة والرد المنسوب إلى سهل بن عبد الله التستري ص ١٢٥ بتحقيق محمد كمال جعفر ط دار الإنسان القاهرة ١٩٨٠م. (٣) الرسالة القشيرية ج١ ص ٧٢، أيضا نزهة المجالس للصفوري ج١ ص ٢٤٥ ط بيروت، أيضا التعرف لمذهب أهل التصوف لأبي بكر الكلاباذي ص ١٨٤ ط مكتبة الكليات الأزهرية. (٤) طبقات الشعراني ج١ ص ٤٦.

1 / 35