199

Studies in Sufism

دراسات في التصوف

خپرندوی

دار الإمام المجدد للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

ژانرونه

وربما غلا بعضهم في ذلك حتى جعلوا ذكر الاسم المفرد للخاصة وذكر الكلمة التامة للعامة، وربما قال بعضهم: " لا إله إلا الله " للمؤمنين، و" الله " للعارفين، و" هو " للمحققين، وربما اقتصر أحدهم في خلوته أو في جماعة على " الله، الله، الله " أو على " يا هو " أو " لا هو إلا هو " " (١). ويقول في موضع آخر: " أما ذكر الاسم المفرد فبدعة لم يشرع، وليس هو بكلام يعقل ولا فيه إيمان. . . ومن العجب أن الصوفية يقولون: ذكر العامة " لا إله إلا الله " وذكر الخاصة " الله، الله " وذكر خاصة الخاصة " هو، هو " وقد ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربع، وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر) وفي حديث آخر (أفضل الذكر لا إله إلا الله)، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة " (٢). هذا ويقول الصوفي المشهور عبد الغني الرافعي: " وأجمعوا على أنه ينبغي للمريد إذا ذكر الله تعالى أن يهتز من فوق رأسه إلى أسفل قدميه، وهذه حالة يستدل بها على أنه صاحب همة ويرجى له الفتح عن قريب، ويبتدئ بلا إله من جهة اليمين وإلا الله من جهة الشمال، ويخيط بإلاّ على القلب، وإذا ذكر بالأسماء الستة الباقية ضرب بذقنه على صدره ويخيط بالاسم على القلب ولا يميل يمينًا ولا شمالًا " (٣). ويقول الصوفي الهندي إمداد الله الجشتي: " على المريد أن يتصور مثال محمد ﷺ في قلبه، ويوجه رأسه إلى اليمين ثم يقول: يا أحمد، ثم يتوجه لليسار ويقول: يا محمد، ثم يقول: يا رسول الله، ويضرب ذقنه على صدره " (٤).

(١) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج ١٠ ص ٥٥٦. (٢) أيضًا ج ١٠ ص ٣٩٦. (٣) ترصيع الجواهر المكية لعبد الغني الرافعي ص ٤٣ مطبعة شرف موسى مصر ١٣٠١ هـ. (٤) ضياء القلوب لإمداد الله الجشتي ص ٣٤ ط مطبع مجتبائي دهلي الهند.

1 / 206